كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

فتمزَّقَ شعرها أفأصلُه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لعن الله الواصلة والمستوصلة" أخرجاه في "الصحيحين"] (¬1).
وروى عنها ابناها عبدُ الله، وعُروة، وعبد الله بنُ عروة، ومحمد بنُ المنكدر، وفاطمةُ بنتُ المنذر، وصفيَّة بنت شيبة في آخرين (¬2).

إياس بن قتادة
ابن أوفى، من بني مناة بن تميم، من الطبقة الأولى من التابعين [من أهل البصرة]، وأُمُّه الفارعة بنت حِمْيَريّ، ولأبيه [قتادة] صحبة (¬3).
وكان إياس شريفًا؛ [حكى عنه ابن سعد قال: ] (¬4) اعتمَّ [إياس] يومًا وهو يريد بِشْرَ بن مروان، فنظر في المرآة، فإذا شيبةٌ في ذَقْنِهِ، فقال: يا جارية، انظري مَنْ بالباب من قومي، فأُدخِلُوا عليه، ققال: يا قوم، إني كُنْتُ قد وهبتُ لكم شبابي، فَهَبُوا لي مَشِيبِي، ألا أُراني حُمَيِّرَ الحاجات (¬5)، وهذا الموتُ يقرُب منِّي؟ ! ثم نَقَضَ عِمامتَه، واعتزلَ الناس يعبُد ربَّه حتَّى مات.
وروى ابن سعد [أيضًا] عنه أنَّه خرج ليركبَ أتانًا له، فلما وضعَ رِجْله في الرِّكاب؛ نظر إلى طاقةٍ بيضاء في لحيته، فقال: مرحبًا طالما انتظرتُك. ثم انصرف، واضطجع على شِقِّه الأيمن، فمات في خلافة عبد الملك [بن مروان] (¬6).

سَلْم بن زياد
ابن أبيه [الذي يقال له: ابن أبي سفيان بن حرب، من أهل البصرة].
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من (م). والحديث في "مسند" أحمد (26918)، و"صحيح" البخاري (5941)، و"صحيح" مسلم (2122).
(¬2) تاريخ دمشق ص 5 (تراجم النساء- طبعة مجمع دمشق)، وتهذيب الكمال 35/ 123.
(¬3) طبقات ابن سعد 9/ 127 - 128 و 141. والكلام الواقع بين حاصرتين من (م).
(¬4) في "الطبقات" 9/ 141. والكلام بين حاصرتين من (م).
(¬5) هو مَثَل يُضربُ لمن يُستخدم في جليل الأمر ودقيقه. وحُمَيِّر تصغير حمار. ينظر "جمهرة الأمثال" 1/ 381، و"مجمع الأمثال" 2/ 404.
(¬6) طبقات ابن سعد 9/ 141. وما وقع بين حاصرتين من (م).

الصفحة 57