كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

والي خُراسان (¬1)، كان جوادًا ممدَّحًا، يُعطي ألفَ ألفِ درهم. [وذكره أبو القاسم ابن عساكر وقال: كانت له دار بدمشق بناحية سوق اللؤلؤ وسوق الطير] (¬2).
مات بالبصرة سنة ثلاث وسبعين. وقيل: سنة اثنتين وسبعين، ودُفن إلى جانب بِشْر بن مروان (¬3).
ومن شعره:
فإنْ تكنِ الدُّنيا تزولُ بأهلها ... فقد نلتُ من ضرَّائها ورخائها
ولا جَزَعًا منِّي عليها ولا أسىً ... إذا هي يومًا آذنَتْ بفَنائها
وفيه يقول (¬4):
عتبتُ على سَلْمٍ فلَّما فقدتُهُ ... وصاحَبْتُ أقوامًا بَكَيتُ على سَلْم
رجعتُ إليه بعد تجريب غيرِهِ ... فكان كبُرْءٍ بعدَ طُولٍ من السُّقْمِ (¬5)

عبد الله بن الزُّبير [بن العوَّام]- رضي الله عنه -
وأمُّه أسماءُ بنتُ أبي بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنهما -. وكنيتُه أبو بكر، وقيل: أبو خُبَيب، من الطبقة الخامسة ممَّن ماتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهم حُدَثاءُ الأسنان (¬6).
وهو أوَّلُ مولود وُلدَ من المهاجرين بالمدينة، [قال الإمام أحمد رحمه الله: حملت به أمُّه أسماء بمكة، ووضَعَتْه بقُباء بالمدينة] وأتَتْ به أمُّه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوضعَه في حِجْره، ودعا بتمرة، فمَضَغَها، وتَفَلَ في فيه، فكان أوَّلَ ما دخل جوفَه ريقُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬7).
¬__________
(¬1) في (م): قدم على يزيد، فولَّاه خراسان، وقد ذكرناه.
(¬2) تاريخ دمشق 7/ 525 (مصورة دار البشير). وما وقع من كلام بين حاصرتين في هذه الترجمة من (م).
(¬3) كذا في (أ) و (ب) و (خ) و (د). وجاء في (م) و"تاريخ دمشق" أن بشر بن مروان دُفن إلى جنب قبر سَلْم بن زياد. ثم قال ابنُ عساكر: وهذا يدلّ على أن سلمًا مات قبل بشر بن مروان، وقد ذكرتُ في ترجمة بشر أنَّه مات سنة ثلاث وسبعين.
(¬4) القائل ابنُ عَرَادة السَّعْدي كما في المصدر السابق.
(¬5) ينظر "تاريخ دمشق" 8/ 521 - 522 (مصورة دار البشير) ولم ترد الأشعار في (م).
(¬6) طبقات ابن سعد 6/ 473.
(¬7) ينظر حديث أسماء في "المسند" (36938)، و"صحيح" البخاري (3909)، و"صحيح"مسلم (2146). وما سلف بين حاصرتين من (م).

الصفحة 58