كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

وحملَهم على طلاق نسائهم، وسيَّر أولادهم (¬1) في البُعوث، وطاف بهم في أقطار البصرة، واستحلفَهم على أن لا ينكحوا الحرائر.
وكان عزمَ على قتلهم، فشفَعَ فيهم أعيانُ الصحابة، فاقتصر على هذا.
[وقال هشام: ] وفيها وقع الطاعون الجارف، فمات أهل الشام (¬2) إلا اليسير، ومات بنو عجل، فلم يبقَ منهم إلا جارية ماتَ أهلُها، فسمعت عُواء الذئب، فقالت:
ألا أيُّها الذِّئْبُ المنادي بسُحْرَةٍ (¬3) ... هلمَّ أُنبِّئْكَ الذي قد بَدَا لِيا
بدا ليَ أنِّي قد يَتِمْتُ وأنَّني ... بقيةُ قومٍ أورثُوني المَباكيا
ولا ضَيرَ أنِّي سوف أتبعُ مَنْ مَضَى ... ويتبعُني مَنْ كان بعديَ تاليا (¬4)
وحجَّ بالناس ابنُ الزبير [في هذه السنة] وكان الولاة والقضاة في هذه السنة هم العمال والقضاة في السنة الماضية.
وفيها توفِّي

الحارث بن عبد الله
ابن كعب بن أسد الهَمْدَاني الكوفي الأعور، راويةُ عليّ - عليه السلام -، من الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة.
قال عامر: لقد رأيتُ الحسنَ والحسين يسألان الحارثَ الأعور عن حديث عليّ - عليه السلام - (¬5).
وكانت وفاتُه بالكوفة في هذه السنة (¬6). وقيل: سنة ستّ وستين.
¬__________
(¬1) في المصدرين السابقين: وجمَّر أولادهم. أي: سيَّرهم في البعوث، وحبسهم عن العودة.
(¬2) الخبر في "الاعتبار" لابن أبي الدنيا ص 58، و "أشعار النساء" للمرزباني ص 211 - 212، وفيهما أن الطاعون الجارف وقع بالبصرة.
(¬3) السُّحْرَة: آخر الليل قُبيل الفجر.
(¬4) في المصدرين السابقين: ويتبعني من بعدُ من كان تاليا.
(¬5) تاريخ الطبري 6/ 150.
(¬6) طبقات ابن سعد 8/ 288.

الصفحة 8