كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

أسند الحارثُ عن عليّ - عليه السلام -، وابنِ مسعود، وكان ضعيفًا في روايته، وكان له قولُ سوء.
وقال الشعبي: حدثني الحارثُ الأعور وكان كذَّابًا (¬1).

عاصم بن عمر بن الخطاب
[وكنيتُه] أبو عُمر (¬2)، وأمُّه جميلة بنت عاصم (¬3) بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري.
[قال ابن سعد: ] وكان اسمُها عاصية، فسمَّاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جميلة.
وكان عمر - رضي الله عنه - طلَّقَها، فخاصَمَتْه إلى أبي بكر رضوان الله عليه، فقضى بولدها عاصم (¬4). وقال: مَسُّها وريحها خيرٌ له منك (¬5).
وعاصم من الطبقة الأولى من التابعين، من أهل المدينة.
[وقال الموفَّق: ] وُلد قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬6) [ثم طلَّق عُمرُ أمَّهُ وأخذَ عاصمًا منها، فخاصَمَتْهُ إلى أبي بكر وعاصمٌ يومئذٍ ابنُ أربعِ سنين].
وكان جسيمًا [وكان ذراعه ذراعًا وشبرًا -أو نحوًا من شبر- وكان] حليمًا خيّرًا، من أحسن الناس خُلُقًا (¬7)؛ خاصمه الحُسين بنُ عليّ في أرض، فتركَها له.
[وقال الواقدي: ] وكلّم رجل عاصمًا في لهو، فأنشد:
قَضى ما قَضى فيما مضى ثم لا تَرَى ... له صبوةً فيما بقي آخرَ الدَّهْرِ (¬8)
¬__________
(¬1) المصدر السابق. وينظر "تهذيب الكمال" 5/ 244.
(¬2) في (م): أبو عمرو. قلت: ويقال كذلك كما في "تهذيب الكمال" 13/ 520. وما بين حاصرتين في هذه الترجمة من (م).
(¬3) كذا في "التبيين في أنساب القرشيين" ص 416، وفي "طبقات" ابن سعد 7/ 15 و"الاستيعاب" ص 575 وغيرهما: أخت عاصم، وقال ابنُ قُدامة: وقيل: أخت عاصم. قال ابنُ عبد البَرّ: وهو الأكثر.
(¬4) طبقات ابن سعد 7/ 15. ونُسب الكلام في (م) إليه، والكلام فيه ابن بنحوه.
(¬5) التبيين في أنساب القرشيين ص 416، وهو بنحوه في "مصنف" عبد الرزاق (12601) و "مصنف" ابن أبي شيبة 5/ 238، ولم يرد قوله: ومسُّها وريحها ... إلخ في (م).
(¬6) ولد قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم - بسنتين، كما في "الاستيعاب" و "التبيين". ووقع في (أ) و (م): بعد، وهو خطأ.
(¬7) التبيين في أنساب القرشيين ص 416. وينظر "الاستيعاب" ص 575.
(¬8) طبقات ابن سعد 7/ 16، وأنساب الأشراف 9/ 230، والاستيعاب ص 576.

الصفحة 9