كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ: "رَأَيْتُ مُوسَى، وَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ رَجِلٌ، كَأنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ رَبْعَةٌ أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ، وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِناَءَيْنِ، في أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الآخَرِ خَمْرٌ، فَقَالَ: اشْرَبْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ: أَخَذْتَ الْفِطْرَةَ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ".
الحديث الأول:
(ضَرْب) بسكون الراء: الخَفيف اللَّحم.
(رَجِل) المذكور بعد ضَرْب: بكسر الجيم، أي: مُسترسِل، ضِدُّ جُعودة الشَّعر.
قال ابن السِّكِّيت: شعرٌ رَجِل، بكسر الجيم وفتحها، إذا لم يكُن شَديدَ الجُعودة ولا سَبْطًا.
(شَنُوءة) بفتح المعجمة، وضم النُّون، والهمز: حيٌّ من اليمَن.
قال القَزَّاز: ما أَدري ما أراد البخاري بهذا؛ فإنَّ الضَّرْب هو الخفيف، وقد روى هو بعد ذلك أنَّ موسى جسيمٌ سَبْطٌ كأنه من رِجال شَنُوءَة.
(رَبْعة) بسكون الموحدة، ويجوز فتحها: لا طويلٌ ولا قصيرٌ،
الصفحة 494
545