كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

الذي قصَّ الله في أمرهما هو الخَضِر أم لا؟، وهي مع الحُرِّ بن قَيْس، والأُخرى مع نَوفٍ -بفتح النون، وبالفاء، منصرفًا وغير منصرف- البِكَالي، بكسر الموحَّدة، وخفَّة الكاف، وباللام على المشهور، وقد يُقال بفتْح الموحَّدة، وتشديد الكاف، هل موسَى الذي قُصَّت قصتُه مع الخَضِر، هل هو موسى بني إسرائيل أو موسى آخَر؟.
* * *

3401 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا الْبَكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ لَيْسَ هُوَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِنَّمَا هُوَ مُوسًى آخَرُ. فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا في بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا. فَعَتَبَ اللهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: بَلَى، لِي عَبْدٌ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ. قَالَ: أَيْ رَبِّ! وَمَنْ لِي بِهِ؟ -وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: أَيْ رَبِّ! وَكيْفَ لِي بِهِ؟ - قَالَ: تأْخُذُ حُوتًا فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ، حَيْثُمَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَهْوَ ثَمَّ- وَرُبَّمَا قَالَ: فَهْوَ ثَمَّهْ- وَأَخَذَ حُوتًا، فَجَعَلَهُ في مِكْتَلٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ هُوَ وَفتاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، حَتَّى أتيَا الصَّخْرَةَ، وَضَعَا رُؤُوسَهُمَا فَرَقَدَ مُوسَى، وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فَخَرَجَ فَسَقَطَ في الْبَحْرِ، فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ

الصفحة 502