كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)

غَصْبًا، وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ. ثُمَّ قَالَ لِي سُفْيَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: حَفِظْتَهُ قَبْلَ أَنْ تَسْمَعَهُ مِنْ عَمْرٍو، أَوْ تَحَفَّظْتَهُ مِنْ إِنْسَانٍ؟ فَقَالَ: مِمَّنْ أَتَحَفَّظُهُ، وَرَوَاهُ أَحَدٌ عَنْ عَمْرٍو غَيْرِي؟ سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ.
الثاني:
(ومن لي به)؛ أي: من تكفَّل لي برُؤيته.
(مِكتل) بكسر الميم، أي: الزِّنْبيل.
(ثم) بفتح المثلَّثة: إشارةٌ إلى المكان البَعيد، ويُلحق بها الهاء عند الوقْف، كما يُقال: رُبَّ، ورُبَّهْ.
(يُوشع) بضم الياء، وبمعجميةٍ، ثم مهملةٍ.
(وأنَّى) استِفهامٌ، أي: مِن أين السَّلام في هذه الأرض التي أنتَ فيها؛ لأنَّ أهلَها لا يعرفون السَّلام.
(نول) هو الأجْر.
(نقص هذا العصفور) هذا النَّقْص محقَّقٌ؛ لأنه مِن المُتناهي، وأما نِسبَة علْمهما إلى الله تعالى فهو نسبةُ المتناهي إلى ما لا يَتناهَى، فلا يمكن أن ينقُصَ، فما معنى التَّشبيه؟، وجوابه: أنه في القِلَّة والحَقارة، لا المماثلة من كلِّ الوُجوه، وقيل: تشبيهٌ على التَّقريب إلى الأَفهام.

الصفحة 505