كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 9)
3408 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْعَالَمِينَ. في قَسَمٍ يُقْسِمُ بِهِ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ. فرَفَعَ الْمُسْلِمُ عِنْدَ ذَلِكَ يَدَهُ فَلَطَمَ الْيَهُودِيَّ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ، فَقَالَ: "لاَ تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ بِجَانِبِ الْعَرْشِ، فَلاَ أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي أَوْ كانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللهُ؟ ".
الثاني:
(فرفع المسلم يده فلطم اليهودي) المسلِم هو أبو بكر الصدِّيق، وأما اليهوديُّ ففي "سيرة ابن إسحاق": اسمه فِنْحَاص، بكسر الفاء، وسُكون النُّون، ومهملتين.
(ممن استثنى الله)؛ أي: في قوله: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الزمر: 68]، والجمْع بين هذا وبين ما سبَق من رواية: "لا أَدرِي أَفاقَ قَبْلِي، أو جُوزِيَ بصَعْقةِ الطُّوْرِ": أنه لا تَنافيَ، إذ: {مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68] عامٌّ، والمُجازى بالصعقة يوم الطُّور داخلٌ في عمومه.
الصفحة 514
545