كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 9)

3585 - حدثنا ابن أبي الحُنين الكوفِي، حدثنا معلَّى بن أسد (¬1)، حدثنا وُهَيب، عن داود (¬2)، عن أبي نَضْرة (¬3)، عن جابر، أو عن أبي سَعيد الخدري (¬4) قال: "قدمنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نَصْرُخ بالحج صُرَاخًا (¬5) ".
¬_________
(¬1) موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) هو: ابن أبي هند.
(¬3) هو: المنذر بن مالك بن قُطَعة.
(¬4) سعد بن مالك الأنصاري.
(¬5) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب التقصير في العُمرة (2/ 914، ح 212) عن =
-[107]- = حجاج بن الشاعر، عن معلى بن أسد، عن وهيب، عن داود، عن أبي نضرة، عن جابر وعن أبي سعيد الخدري بمثله، فجزم بالرواية عن كلا الصحابيين، وعن عبيد الله بن عمر القَواريري، عن عبد الأعلى، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد بنحوه، بدون شكٍّ في تسمية الصَّحابي، وزاد: "فلمَّا قدمنا مكة أمرنا أن نجعلها عُمرة إلا من ساق الهدي، فلما كان يوم التروية ورُحنا إلى منى أهللنا بالحجِّ"، وقد انفرد مسلم بإخراج هذا الحديث بين السِّتَّة.
ومدار الحديث على داود بن أبي هند، وقد رواه عنه، وهيب بن خالد، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأبن أبي عدي، ويزيد بن زريع، وأبو شهاب (عبد ربه ابن نافع الكِناني الحنّاط).
أما وهيب فاختلف عليه فيه، فرواه عنه عفان كما عند أحمد (3/ 75) على الشك: عن جابر أو أبي سعيد.
ورواه معلى بن أسد عن وهيب واختلف عليه فيه، فرواه حجاج بن الشاعر، كما عند مسلم (2/ 914)، والسري بن خزيمة كما عند البيهقي (5/ 40) عنه عن وهيب، بالجزم على جابر وأبي سعيد رضي الله عنهما.
وخالفهما ابن أبي الحنين كما عند أبي عوانة، فرواه عن معلى بن أسد، عن وهيب، على الشكّ.
ورواه عبد الأعلى (صحيح مسلم 2/ 914)، وابن أبي عدي (مسند أحمد 3/ 5) (صحيح ابن حبان 9/ 103)، ويزيد بن زريع (مسند أحمد 3/ 71)، (شرح معاني الآثار 2/ 193)، وأبو شهاب (السنن الكبرى للبيهقي 5/ 31)، (شرح معاني الآثار 2/ 195)، كلهم عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد -رضي الله عنه- به، ولم يذكروا جابرًا -رضي الله عنه-، ويظهر من هذا أن وهيبًا لم يحفظ الحديث كما حفظه غيره، ويؤيد ذلك إيراد مسلم لحديث وهيب بعد إخراج السّند المحفوظ، إشارة منه إلى أن =
-[108]- = الطريق الأولى هي المحفوظة، كما قال ذلك في مقدمة كتابه:
"فأما القسم الأول: فإنا نتوخى أن نقدم الأخبار التي هي أسلم من العيوب من غيرها وأنقى، من أن يكون ناقلوها أهل استقامة في الحديث، وإتقان لما نقلوا، لم يوجد في روايتهم اختلاف شديد ولا تخليط فاحش كما قد عثر فيه على كثير من المحدثين وبان ذلك في حديثهم، فإن نحن تقصينا أخبار هذا المصنف من الناس أتبعنا أخبارًا يقع في أسانيدها بعض من ليس بالموصوف بالحفظ والإتقان كالصنف المقدم قبلهم على أنهم وإن كانوا فيما وصفنا دونهم فإن اسم الستر".
وقد أخرج الطبرانيُّ في المعجم الأوسط (8/ 1) عن جعفر عن محمد بن يزيد ابن الرَّوَاسِ عن سلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قدمنا مع رسول -صلى الله عليه وسلم- ونحن نصرخ بالحج صراخًا، "فأمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نجعلها عمرة، وأن نحل، فأحللنا".
ثم قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن داود إلا سلمة، تفرَّد به محمد".
قال الحافظ ابن حجر في التهذيب: "تميز: سلمة بن علقمة صوابه مسلمة وسيأتي"، وعند ذكره في الموضع اللاحق من كتابه التهذيب أورد فيه أقوال من عدله ومن جرحه، وقال في التقريب: "صدوق له أوهام".
انظر: تهذيب التهذيب (4/ 132)، (10/ 132)، التقريب (ت 7508).

الصفحة 106