كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 9)

3724 - حدثنا محمد بن إسماعيل الصَّائغ بمكة، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا وُهَيب بن خالد (¬1)، حدثنا عبد الله ابن طاوس، عن أبيه، عن عائشة، أنَّها أهَلَّت بِعُمْرَة فَقَدِمَتْ ولم تَطُفْ بالبيت حتَّى حاضتْ، فنَسَكَت المَنَاسِك كلَّها وقدْ أهلَّتْ بالحَجِّ، فقال له النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- يوْمَ النَّفْرِ (¬2): "يَسَعُكِ طوافُكِ لِحَجِّك وعُمْرَتِكِ" قالتْ: فبعث بِها مع عبد الرحمن إلى التَّنْعِيْم فَاعْتَمَرَتْ بعد الحجِّ (¬3).
¬_________
(¬1) موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) يوم النَّفْر: -بفتح النُّون، وسكون الفَاء- ويُطلق على اليوم الثاني، والثَّالث من أيَّام التشريق، فيقال: يوم النفر الأوَّل، ويَوم النَّفر الثاني، والظَّاهر أنَّ المقصود هُنا: يوم النّفر الثاني، وهو آخر يوم من أيام التشريق، لقولها في الحديث: "فنسكت المنَاسِك كُلَّها. . . فقال لها النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- يوم النَّفر"، وتقدَّم في ح / 3719، أنَّ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- أرسلَ مَعَها عبد الرحمن لَيْلَة الحَصْبة ليُعمرها من التنعيم، وهي اللَّيلة التي بعد أيام التشريق حيثُ نفروا من منى نزلوا المحصَّب للمَبِيْت به.
انظر: شرح النووي على مسلم (8/ 380)، النِّهاية في غريب الحديث (5/ 202).
(¬3) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب بيان وجوه الإحرام. . . (2/ 879، ح 132) =
-[294]- = عن محمد بن حاتم، عن بهز بن أسد، عن وهيب بن خالد به، وأخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 124) عن عفان به.
من فوائد الاستخراج: قُوَّة إسناد المصنِّف، حيث أخرج الحديث من طريق عفَّان، بينما أخرجه مسلم من طريق بهز، وهو مع ثقته وإتقانه قَدّم عليه يحيى بن سعيد القطَّان، وعليُّ بن المديني عفَّانَ بن مسلم.
قال يحيى بن سعيد: "كان عفان وبهز وحِبَّان يختلفون إليَّ، وكان عفَّان أضبط القوم للحديث وأنكدهم؛ عملت عليهم مرة في شيء فما فَطِنَ لِي أحدٌ منهم إلَّا عفَّان".
انظر: تهذيب الكمال (20/ 168).

الصفحة 293