كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 9)

باب ذكرِ الخَبَر المُبيْح للمُحرِم الرُّجُوعَ إِلَى سُنَّتِه في الإِهْلاَلِ إنْ شَاءَ أحْرَم بالحَجِّ، وإنْ شاء أحرم بعُمرة، والدَّلِيل على أنَّ الاختيار منهما ما اختاره المُهلُّ بِه حَجًّا كان أو عُمرةً، وعلى أنَّ عائشة -رضي الله عنه- قضتْ عُمْرَتَهَا منْ نَحْوِ الموضِع (¬1) الَّذي حاضتْ بِه (¬2)
¬_________
(¬1) أيْ: بِسَرِف، وهو قريبٌ من التَّنعيم.
(¬2) تقدَّم أن عائشة -رضي الله عنها- أتَتْ بعُمرةٍ ثانية من التنعيم، ولم تكنْ عمرتُها من التَّنعيم قَضَاءً للعُمْرة الَّتِي أدخل عليها الحجّ لِفَسَادِها، بل كانت عمرتُها الأولى صحيحةً أيضًا، وبإدخالها الحجَّ عليها صارت قارنةً، وعلى هذا حصل لها عُمْرَتَان صحيحتان، وراجع الكلام على ح / 3719، 3720.
3729 - حدثنا عبد الصمد بن الفضل، حدَّثنا مكي بن إبراهيم، عن ابن جريج قال: أخبرني هشام بن عروة (¬1)، ح.
وحدثنا أبو حُميد (¬2)، قال: حدثنا حجَّاج (¬3)، قال ابن جريج: وحدثني هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة أنَّها قالت: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "من شاء فَلْيُهِلَّ بِحَجٍّ، ومن شاء فَلْيُهِلَّ بِعُمرةٍ" قالت: فكُنْتُ ممَّن أهلَّ بِعُمرةٍ، فقدِمْنا فحِضْتُ، فدخل عليَّ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- فذكرتُ ذلك
-[300]- له (*فأمرني أن *) (¬4) أَنْقُضَ رَأْسِي (¬5)، وَأَمْتَشِطَ، وأَدَع عُمرتي (¬6)، وأُحْرِمَ بِالحجِّ، حتَّى إذا كانت لَيْلَة الحَصْبَةِ وهي ليْلةُ النَّفْرِ (¬7)، أَرْسَل إلى عبد الرحمن فَأَرْدَفَهَا، فَأَعْمَرَهَا مِنَ التَّنْعِيم (¬8).
¬_________
(¬1) موضع الالتقاء مع مسلم في الإسنادين.
(¬2) هو: عبد الله بن محمد بن تميم، أبو حميد المِصِّيْصي.
(¬3) ابن محمد المِصِّيصِي، أبو محمد الأَعور.
(¬4) ما بين القوسين استدركه الناسخ في الهامش الأيمن.
(¬5) نَقْضُ الرَّأس: -بالقاف وبالمعجمة- حَلُّ ضَفَائِرَه.
انظر: هَدْي السَّاري (ص 209).
(¬6) المقصود ترْكُ العمل فيها وإتمام أفعالها، وليس معناه إبطالها بالكلية والخروج منها، وقد تكلَّمت على هذه المسئلة بالتفصيل في ح / 3719.
(¬7) أيْ ليلةُ النَّفر من مِنَى، وهي اللَّيلة التي بعد أيَّام التشريق، بعد ما أتَّمت حَجَّتها ورَمَتِ الجِمَار أيَّام منى، انظرح /3719.
(¬8) أخرجه الطَّحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 202) عن أبي بكرة، ومحمد بن خزيمة، عن عثمان بن الهيثم، عن ابن جريج به، وانظر تخريج ح / 3719، 3720.
من فوائد الاستخراج: في الحديث المستخرَج زيادةٌ لم ترد عند صاحب الأصل، وهي: تفسير ليلة الحصْبَةِ بلَيْلة النَّفر.

الصفحة 299