كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 9)

3738 - حدثنا الحَسَن بن مُكْرَم، حدثنا عُثْمان بن عُمَر (¬1)، أخبرنا أفلحُ بن حُميد (¬2)، بإسناده قال: خرجنا مع النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- لياليَ الحجِّ، وأيَّامَ الحجِّ، وأشهُرَ الحج، مُهِلِّين بالحجِّ، حتَّى إذا كُنَّا بِسَرِفَ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: "من لَمْ يكنْ معه هدْيٌ وأَحبَّ أنْ يُهِلَّ (¬3) فَلْيُهِلَّ، ومنْ كَانَ معه هدْيٌ فَلْيمكُثْ على إحرامِه" وذكر الحديثَ بنحوه (¬4).
¬_________
(¬1) هو: عُثْمَان بن عمر بن فَارِس العبْدي، البصري.
(¬2) موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬3) أيْ: بِالعُمْرِة.
(¬4) انظر تخريج ح/ 3737.
من فوائد الاستخراج: العلوّ النسبيُّ: المُسَاواة بين المصنف والإمام مسلم لتساوي عدد رجال إسناديهما.
3739 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك بن أنس، وعمرو بن الحارث، عن عبد الرحمن بن القاسم (¬1)، عن أبيه، عن عائشة أنَّها قالت: قدمتُ مكَّة وأنَا حائضٌ لم أطُفْ بِالبَيْت ولا بينَ الصَّفا والمروة، فشكوت ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "افْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أن لا تَطُوفِي بِالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي" (¬2).
¬_________
(¬1) موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب بيان وجوه الإحرام. . . (2/ 873، ح 119)، =
-[314]- = عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو النَّاقد، وزهير بن حرب، عن ابن عيينة، وعن سليمان ابن عبد الله الغَيْلاَنِي، عن عبد الملك بن عمرو، عن عبد العزيز بن سلمة الماجِشُون، كلاهما عن عبد الرحمن بن القاسم به أكثر تفصيلًا من حديث مالك، وفي لفظ المَاجِشُون: "قال رسول الله لأَصحابه: اجعلُوها عُمْرَة"، وأخرجه ابن حبَّان (9/ 143) عن الحسين بن إدريس، عن أحمد بن أبي بكر، عن مالك، وعن (9/ 316) عبد الله بن محمد، عن حرملة، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، كلاهما عن عبد الرحمن بن القاسم به، وانظر ح / 3797، 3738.
من فوائد الاستخراج: فيه علوُّ صفة، وسمَّاه البعض العلوَ المعنويّ، وهو الذي تساوى فيه السَّنَدان وامتاز أحدهما بكون رواته حفاظا علماء، فهُنا أخرج أبو عوانة الحديث من طريق مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، بينما أخرجه مسلم، من طريق ابن عيينة، والماجشون، عن عبد الرحمن بن القاسم، وهما مع ثقتهما، يقدَّم عليهما الإمام مالك، فيقدَّم على ابن عيينة في الحفظ، والعلم، والفقه، وقدم الوفاة، ويقدَّم على الماجشون في الحفظ، والعلم، والفقه، قال يحيى بن سعيد: "ما في القوم أصح حديثا من مالك"، يعني السُّفيانين ومالكا.
انظر: تهذيب التهذيب (4/ 121، و 10/ 7)، فتح المغيث (3/ 23، 25).

الصفحة 313