كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 9)
بابُ الأمكنة التي رأى يونس وموسى صَلوات الله عليهما أجمعين ما رآهما يُلبِّيان (¬1)، وصِفَتهما، ورفع صوتِهما بالتَّلْبية، ومُهَلُّ (¬2) عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وسلم-
¬_________
(¬1) هكذا في الأصل (م)، ولم يظهر لي وجه هذه العبارة، ولعلّ الأوضح أن يقال: "باب الأمكنة التي رأى يونس وموسى صلوات الله عليهما أجمعين فيها، رآهما يلبيان"، وذلك أن صلة الموصول لا بدّ أن يكون فيها ضمير (العائد) مطابق للموصول، ولا يوجد العائد فيما كتب حسب المخطوط. انظر شَرْح شُذُور الذَّهَب (2/ 302).
(¬2) والمُهَلُّ بضم الميم وفتح الهاء موضعُ الإِهْلال، وهو الميقات الذي يُحْرِمون منه، ويقع على الزمان والمكان، وأصل الإهلال رفع الصوت، وكلُّ رافع صوته مُهِلٌّ.
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 379)، لسان العرب (15/ 120).
3541 - حدثنا الصغاني، حدثنا الحسن بن مُوسى الأشْيَب، حدثنا حمَّاد بن سلمة، عن داود بن أبي هند (¬1)، عن أبي العالية (¬2)، عن عبد الله ابن عبَّاس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى على وادِي الأزرق (¬3) فقال: "ما هذا
-[42]- الوادي؟ " فقيل: وادي الأزرق، فقال: "كأنِّي أنظرُ إلى موسى بن عمران مُنْهبطًا له جُؤَارٌ (¬4) إلى ربّه بالتّلبية" ثم أتى على ثنيَّة (¬5) فقال: "ما هذه الثنيَّة؟ " فقيل: ثنِيَّة كذا وكذا، فقال: "كأني أنظرُ إلى (*يونس*) (¬6) بن متَّى على ناقة حمراءَ جَعْدة (¬7) خِطَامُها من لِيفٍ (¬8) وهو يُلبي وعليه جُبَّة (¬9) من صُوف (¬10) ".
¬_________
(¬1) ملتقى الإسناد مع مسلم، واسم أبي هند دينار بن غُذَافر، ويقال: طَهمان القُشَيري البصري.
(¬2) رُفيع بن مهران، الرِّياحي.
(¬3) بالراء المهملة بعد الزاي ثم قاف أفعل من الزرقة، وهو موضع خلف أَمَجُ إلى مكة بمِيل، وأَمَجُ -بالتحريك- يعرفُ اليوم بِخليص، وادٍ زراعيٌّ على مائة كيل من مكة شمالًا على الجادَّة العظمى.
انظر: معجم ما استعجم من البلاد (1/ 146)، معجم البلدان (1/ 168)، معجم =
-[42]- = المعالم الجغرافية للبلادي (ص 31).
(¬4) جُؤَار -بضمِّ الجيم وفتح الهمز-: رفع الصَّوت مع تضرُّع واستغاثة.
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 133)، النهاية (1/ 663)، لسان العرب (4/ 112).
(¬5) الثَّنِيَّةُ: الأرض ترتفعُ وتغلُظ، والثنية في الجَبل العَقَبة فيه أو طريقه.
انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (3/ 698)، القاموس المحيط (ص 1166).
(¬6) تصحف في نسخة (م) إلى موسى، فضرب عليه الناسخ، وكتب الصواب في الهامش الأيمن.
(¬7) جَعْدة: مجتمعة الخلق شديدة الأسْر، النهاية (1/ 767)، مشارق الأنوار (1/ 306).
(¬8) ليف: بكسر اللام، قشر النخلة المجاور للسَّعف، القطعة منها: ليفة، والخِطام كلُّ ما وُضِعَ على أنف البعير ليُقتادَ به.
انظر: القاموس المحيط (ص 788، 1018)، لسان العرب (9/ 322)، المعجم الوسيط (ص 850).
(¬9) الجُبَّة: ثوب سابغ واسع الكُمَّين، مشقوق المُقَدَّم يلبس فوق الثياب.
انظر: المُعجم الوسيط (ص 104).
(¬10) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب ذكر الأنبياء عليهم السلام- (1/ 152، =
-[43]- = ح 268)، عن أحمد بن حنبل، وسُريج بن يونس، عن هشيم، عن داود بن أبي هند به، بنحو لفظ المصنِّف.
وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2/ 373) والبيهقي في شُعب الإيمان (3/ 440) من طريقه، وابن بِشران في الأمالي (2/ 315)، من طُرق عن الحسن بن موسى الأشْيب به، ولفظ البيهقي مثل لفظ المصنف، وأخرجه أبو يعلى الموصلي (6/ 97)، وابن حبان (14/ 103)، من طُرُقٍ عن حمَّاد بن سَلمة به.