كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 9)

3812 - حدثنا يوسف بن مُسَلَّم، حدثنا حجَّاج، قال: حدثني شُعبة (¬1)، قال: سمعتُ قتادةَ قال: سمعت أبا نَضْرَة (¬2) قال: كان ابن عبَّاس يأمرُ بالمُتْعة، فكان ابنُ الزُّبير ينهى عنها، وقال: إنَّ أَقْوامًا قدْ أَعْمَى الله قُلوبَهم كَمَا أَعْمَى أبصارَهم يُفْتُون النَّاس بِغَيْرِ عِلْمٍ، قال: فذكرت ذلك لجابرِ بن عبد الله فقال: على يديَّ دارَ الحَدِيْثُ "تَمَتَّعْنا مَعَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" فَلَمَّا قَامَ عُمَر رضي الله عنه قال: إنَّ الله كانَ يَحِلُّ لرسولِه ما شَاءَ فيمَا شَاء، وإنَّ القُرْآن قد نزَلَ منازِله، فأَتِمُّوا الحَجَّ والعُمْرة كما أمَرَ الله، و (أَبِتُّوا) (¬3) نِكاح هذه النِّساء، فَلَنْ أُوْتِيَ بِرجلٍ
-[418]- نكحَ امرأةً إلى أجلٍ إلَّا رَجمتُهما بِحِجَارة (¬4).
¬_________
(¬1) موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) المنذر بن مالك.
(¬3) أبِتُّوا نكاح النساء: أي اقطعوا الأمر فيه وأحْكِمُوه بشرائطه، وهو تَعْريض بالنهي عن نكاح المتعة لأنه نكاح غير مَبْتوت مُقَدّرٌ بمدّة، النِّهاية في غَريب الحديث والأثر (1/ 92 - 93).
وقد تصحَّفت الكلمة في نسخة (م) إلى "انتهوا"، والصَّواب: "أبتُّوا"، لمجيئها في صحيح مسلم (2/ 885) والمصادر الحديثية الأخرى، وكونِها أنسب للسِّياق، أما =
-[418]- = كلمة "انتهوا" ففعلٌ لازمٌ يحتاجُ في تعديَته إلى حَرف جرٍّ "عنْ، منْ" ونحوها".
(¬4) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب في المتعة بالحج والعمرة (2/ 885، ح 145) عن محمد بن المثنى وابن بشار، عن محمد بن جعفر، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 298) عن محمد بن جعفر وحجَّاج، كلاهما عن شُعبة به، وليس في لفظهما (مسلم وأحمد) قوله: "إنَّ أَقْوامًا قدْ أَعْمَى الله قُلوبَهم كَمَا أَعْمَى أبصارَهم يُفْتُون النَّاس بِغَيْرِ عِلْمٍ".
ولعلَّ إقحامَه في هذا الحديث من تخليطات الحجَّاج، فإنَّه اختلط بأخرة، وحدَّث حال اختلاطه، ولم يتابعْه أحدٌ على ذكر القول المذكور من تلاميذ شُعبة، ومن الذين خالفوه محمد بن جعفر غُندر أثبت الناس في شُعبة، كما لم يأتِ في طريقٍ من طرُقِ من روى الحديث عن أبي نضرة المُنذر بن مالك كعاصم الأحول (صحيح مسلم 2/ 914، ح 212)، وعليّ بن زيد (مسند أحمد 3/ 364) وغيرهما.
انظر: تهذيب الكمال (5/ 456)، تهذيب التهذيب (2/ 206).
من فوائد الاستخراج: جاء في لفظ مسلم: "لرجمتُه"، وعند المصنِّف بالتثنية: "لرجمتُهما"، وهو الأنسب.

الصفحة 417