كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 9)

3815 - حدثنا أبو علي (الزَّعَفْرانِي) (¬1)، حدثنا شبابة، ح.
وحدثنا ابن سِنَان (¬2)، حدَّثنا أبو داوُد (¬3)، ووهب بن جرير، ح.
-[421]- وحدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، ح.
وحدثنا محمد بن إسماعيل الصَّائِغ، حدثنا يحيى بن أبي بُكير (¬4)، قال: أخبرنا شُعبة (¬5)، عن قَيْس بن مُسْلم، قال: سمعتُ طارقَ بن شِهاب يحدث، عن أبي موسى الأشعري (¬6)، قال: قدمتُ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو (مُنِيْخٌ) (¬7) بالبطحاء فقال لي: "بِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قال: قلتُ: لبَّيْك بِإهلالٍ كإِهلالِ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقالَ: "قدْ أحسنْتَ، طفْ بِالبيتِ وبالصَّفا والمَرْوة، ثُم احْلِلْ" ففعلْتُ، فأتيْتُ امرأةً من قُريشٍ فَفَلَتْ (¬8) رأسِي، فجعلتُ
-[422]- أُفْتِي به النَّاس حتّى كان في زمانِ عُمر بن الخطَّاب رضي الله عنه فقال لِي رجلٌ: يا عبد الله بن قَيْس رُوَيْدًا بعضَ فُتْيَاك فإنَّك لا تدري ما أحدثَ أميرُ المُؤْمِنين في النُّسُكِ بَعْدَك، قُلْتُ: يَا أَيُّها النَّاس، مَنْ كُنَّا أَفْتَيْنَاه فتْيَا فَلْيَتَّئِدْ (¬9)، فإنَّ أميرَ المؤمنين قادمٌ فَبِهِ فَأْتَمُّوا، قال: فلمَّا قَدِمَ عُمَرُ فذكرتُ ذلِك له فقالَ: إِنْ تَأْخُذْ بِكتابِ الله، فإنَّ كتابَ الله يأمرُ بالتَّمام، وإن تَأْخُذْ بِسُنَّةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإنَّ رسول الله لَمْ يَحِلَّ حتَّى بلغَ الهَدْيُ مَحِلَّه، اللَّفظُ لأبِي دَاوُد (¬10).
¬_________
(¬1) تصحَّف في نسخة (م) إلى "الفرعاني"، والتصويب من إتحاف المهرة (10/ 34).
(¬2) هو: يزيد بن سنان بن يزيد بن ذَيَّال القزَّاز.
(¬3) هو سليمان بن داود، أبو داود الطيالسي في الإسنادين، والحديثُ في مُسْنَده بهذا =
-[421]- = الإسناد (ص 70).
(¬4) هو: أبو زكريا الكرماني، كوفي الأصل، واسم أبيه: نَسْر -بفتح النون وسكون المهملة-.
(¬5) موضع الالتقاء مع مسلم في الأسانيد الأربعة للحديث.
(¬6) عبد الله بن قيس -رضي الله عنه-.
(¬7) في نسخة (م) "مُنتحٍ"، من الانتحاء ومعناه: الاعتمادُ على الشيء، ويظهرُ أنَّه تصحيفٌ من "مُنِيخٌ" من الإنَاخة، بمعنى النزول بمكانٍ ما.
واللَّفظ الثَّاني جاء في مسند أبي داود الطَّيالِسي (ص 70) وصحيح مسلم (2/ 895) وهو الأنْسَب للمقام، وقد قال أبو عوانة عقبَ الحديث: "واللفظ لأبي داود".
انظر: فتح الباري (3/ 488)، عمدة القاري (9/ 188)، لسان العرب (14/ 77).
(¬8) فَفَلَتْ: -بفاء التعقيب بعدها فاء ثم لام خفيفة مفتوحتين ثم مثناة- أي تتبَّعتِ القمْلَ لِتُزيحه منه. =
-[422]- = انظر: فتح الباري (3/ 655)، عمدة القاري (10/ 61).
(¬9) فَلْيَتَّئِد: أيْ فَلْيَتَأَن وَلْيَصْبِرْ، من اتَّأَدَ إذا تأنَّى، والاسمُ: التُّؤَدة.
انظر: هديُ السَّاري (ص 69)، عمدة القاري (9/ 188).
(¬10) أخرجه مسلمٌ في كتاب الحج -باب في نسخ التَّحلُّل من الإِحرام والأمر بالتمام (2/ 894 - 895، ح 154) عن محمد بن المثنى، وابن بشَّار، عن محمَّد بن جَعْفَر، وعن عبيد الله بن معاذ بن معاذ، عن أبيه.
وأخرجه البُخاري في كتاب الحجِّ -باب متى يحلُّ المعتمر؟ (ص 289، ح 1795) عن محمد بن بشَّار، وفي باب التمتع والقران والإفراد بالحجِّ (ص 254، ح 1565) عن محمد بن المثنى، كلاهما عن محمد بن جعفر، وفي باب الذبح قبل الحلق (ص 278، ح 1724) عن عبدان، عن أبيه، وأخرجه في كتاب المغازي- باب حجة الوداع (ص 746، ح 4397) عن بيان، عن النَّضر بن شُميل، أربعتهُم عن شُعبة به. =
-[423]- = من فوائد الاستخراج:
• تسمية أبي موسى الأشعري في متن الحديث.
• تساوي عدد رجال أسانيد المصنِّف مع إسنادَيْ مُسلم.
• تعيين من له اللفظ من الرواة.
• تصريح قيس بن مسلم بالسَّماع، بينما عنعنَ لدى مسلم.

الصفحة 420