كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 9)
باب بيان المكان الذي كان يبتدئُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه بالتَّلبية عند إحرامِه
3546 - حدثنا الصغاني، حدثنا عبد الله بن يوسف (¬1)، أخبرنا مالك (¬2)، وأخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه أنه قال: بيداؤُكم! هذا الذي تكذبون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها "ما أهلَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من عند المسجد" يعني: مسجد ذي الحُليفة (¬3).
¬_________
(¬1) التِّنِّيسي أبو محمد الكَلاعِي.
(¬2) ملتقى إسناد المصنف مع إسناد مسلم، والحديث في موطئه برواية يحيى الليثي (2/ 418).
(¬3) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب أمر أهل المدينة بالإحرام من عند مسجد ذي الحُليفة- (2/ 843، ح 23) عن يحيى بن يحيى عن مالك بمثله، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب الإهلال عند مسجد ذي الحُليفة (ص 250، ح 1541) عن القعنبي عن مالك بنحوه، وذو الحُليفَة -بضم الحاء وفتح اللام والفاء- كأنه تصغير حلفة: من أشهر ما يتردد في تاريخ المدينة والسيرة، وهو ميقات أهل المدينة ومن مر به من غيرهم، وشهرته تغني عن المزيد، يبعد عن المدينة على طريق مكة، تسعة أكيال جنوبًا وهي اليوم بلدة عامرة، فيها مسجده -صلى الله عليه وسلم-، وتعرف عند العامة بآبارِ علي.
انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (1/ 433)، المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص 104).
من فوائد الاستخراج: =
-[50]- = روى المصنِّف هذا الحديث من طريق عبد الله بن يوسف التِنِّيسي، وهو من أوثق من روى موطأ مالك بعد القَعنبي كما قال ابن معين، وقال مرة: "ما بقي على أديم الأرض أحد أوثق في الموطأ من عبد الله بن يوسف"، وقد توفي قبل يحيى بن يحيى سنة 218 هـ.