كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 9)
باب بيان طريق النبِيّ -صلى الله عليه وسلم- عند خروجه من المدينة إلى مكة، وموضع نزوله بذي الحُليفة وبَيْتُوتَتِه بها، والصلاة التي كان يُحرِم دُبرها (¬1)
¬_________
(¬1) الأحاديث التي ذكرها المصنف في هذا الباب، تدل على أن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يعرِّس بذي الحليفة بعد ما يرجع من حج أو عمرة، لا أنه كان يبيت بذي الحليفة عند خروجه للحج والعمرة، كما توهمه ترجمة الباب.
3552 - حدثنا أبو أمية الطَّرسُوسِيّ، حدثنا هِشام بن عمَّار (¬1)، حدثنا أنس بن عياض، حدثنا عبيد الله بن عُمر (¬2)، عن نافع، عن ابن عمر "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج من طريق الشَّجرَة (¬3)، ويدخلُ من طَريقِ
-[60]- المعَرَّس (¬4)، وأنَّ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يدخل مكة من الثَّنِيَّة العليا (¬5) ويخرُج من الثَّنِيَّة السفلى (¬6) (¬7) ".
-[61]- وكذا رواه ابن نُمير (¬8).
¬_________
(¬1) ابن نُصير -بالنون مصغرًا- السُّلمي الدمشقي الخطيب، أبو الوليد الحافظ المقرئ.
(¬2) موضع التقاء إسناد المصنف مع إسناد مع مسلم.
(¬3) موضع مسجد ذي الحليفة، بينه وبين المدينة تسعة أكيال، وكان منزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من المدينة لحج أو عمرة، فكان ينزل تحت شجرة في هذا الموضع ويسمَّى بمسجد ذي الحليفة اليوم، وقد ذكر العيني في شرحه للبخاري، وغيره، أن هنالك مسجدان لرسول -صلى الله عليه وسلم-، المسجد الكبير الذي يحرم منه الناس وهو مسجد الشجرة، والمسجد الآخر مسجدُ المعرَّس، وهو الذي كان يعرِّس فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند الرجوع ويبيت فيه قبل دخول المدينة.
انظر: عمدة القاري (2/ 218)، معجم ما استعجم (1/ 464)، معجم البلدان (5/ 155)، المعالم الأثيرة (ص 131).
(¬4) المُعرَّس: -بضم الميم، وفتح العين المهملة والرَّاء المشددة- بلفظ المفعول، موضع التَّعريس والنُّزول مطلقًا، والمقصود هنا موضع معروف بقرب المدينة على ستة أميال منها، كان النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- يعرِّس فيه عند الرجوع من حج أو عمرة.
انظر: شرح النووي على مسلم (9/ 7)، فتح الباري (5/ 21)، الكواكب الدراري للكرماني (8/ 67)، مشارق الأنوار (1/ 769).
(¬5) الثَّنِيَّةُ: الأرض ترتفع وتغلظ، والثَّنية في الجَبل العَقَبة فيه أو طريقه، والثَّنية العُليا هي التي ينزل منها إلى المُعَلَّى مقبرة أهل مكة، يقال لها كداء -بالفتح والمد- وهو ما يعرف اليوم بريع الحُجون، يدخل طريقه بين مقبرتي المعلاة، ويفضي من الجهة الأخرى إلى حي العتيبية وجرول.
انظر: عمدة القاري (9/ 209)، والنهاية (4/ 280)، ومشارق الأنوار (1/ 689)، ومعجم البلدان (4/ 440)، عون المعبود (5/ 224)، المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص 262).
(¬6) الثَنيَّة السُّفلى: هي التي أسفل مكة عند باب شَبيكة، يقال لها كدي -بضم الكاف مقصور- بقرب شعب الشاميين، وشِعب ابن الزبير، يخرج فيه من مسفلة مكة إلى جبل ثور وجنوب شرقي مكة إلى منى، وما زال يعرف بهذا الاسم، وطريقُه تسمى "اللاحجة" وكُلُّها من مكة، انظر المراجع السابقة.
(¬7) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب دخول مكة من الثنية العليا، والخروج منها من الثنية السفلى، ودخول بلدة من طريق غير التي خرج منها- (2/ 918، ح 223) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، كلاهما عن عبد الله =
-[61]- = ابن نُمير، عن عبيد الله بمثله، وأخرجه البُخاري في كتاب الحج -باب خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- على طريق الشجرة- عن إبراهيم بن المنذر (ص 248)، وفي كتاب العمرة -باب القدوم بالغداة- عن أحمد بن الحجاج (ص 290)، كلاهما عن أنس ابن عياض بنحوه.
(¬8) أخرجه مسلم كما تقدم آنفًا.