كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 9)

3557 - حدثنا الصغاني، حدثنا لُوَيْنٌ (¬1)،
-[65]- حدثنا ابن المبارك (¬2)، عن موسى بن عقبة (¬3)، عن سالم، عن ابن عمر "أن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا نزل ذا الحليفة، فإذا أراد أَنْ يركب صلَّى في مسجد ذي الحُليفة وركب من قبل المسجد قائمًا، فإذا استوى به بعيره أهل". ويقول: " (ما أهلَّ (¬4)) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من مسجد ذي الحُليفة حين قام بَعيره (¬5) ".
¬_________
(¬1) هو محمد بن سليمان بن حبيب الأسَدي، أبو جعفر، ت / 245 هـ.
ولُوين -بالواو مصغرًا، لقبٌ له. الإكمال (7/ 149) =
-[65]- = قال أبو حاتم: "صالح الحديث صدوق"، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ ابن حجر: "ثقة".
انظر: الجرح والتعديل (7/ 268)، الثقات (9/ 101)، تاريخ بغداد (5/ 294)، المعجم المشتمل (ص 242)، التقريب (ت 6653).
(¬2) هو الإمام عبد الله بن المبارك.
(¬3) موضع التقاء إسناد المصنف مع إسناد مسلم.
(¬4) تصحف في نسخة (م) إلى "ياهل"، والتصويب من صحيح مسلم.
(¬5) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب التلبية وصفتها ووقتها- (2/ 842، ح 20) من طريق محمد بن عبَّاد، عن حاتم بن إسماعيل، والبخاري في كتاب الحج (ص 250) عن علي بن عبد الله عن سفيان، وعن عبد الله بن مسلمة، عن مالك، ثلاثتهم عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله بنحوه، وليس فيه ذكر الصلاة، ولم أقفْ على من ذكر الصلاة عن موسى بن عُقبة عن نافع عند الخروج إلى العمرة أو الحج، وهي زيادة صحيحة باعتبارها زيادة ثقة مقبولة، فقد ثبتتْ من طرق كثيرة عن عددٍ من الصحابة، منها طريقا سالم ونافع عن ابن عمر -رضي الله عنه-، فأخرج مالك في موطئه (2/ 417) عن هشام بن عروة عن أبيه: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-كان يصلي في مسجد =
-[66]- = ذي الحليفة ركعتين، فإذا استوتْ به راحلته أهلَّ"، وأخرج البخاري (ص 252، ح 1554) عن سُليمان بن داود، عن فليح، عن نافع، عن ابن عمر: "إذا أراد الخروج إلى مكة ادَّهن بدُهن ليس له رائحة طيبة، ثم يأتي مسجد ذي الحليفة فيصلِّي، ثم يركب، وإذا استوت به راحلته قائمة أحرم، ثم قال: هكذا رأيت النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- يفعل"، وأخرج النسائي (ص 428، ح 2747)، عن عيسى بن إبراهيم، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه أنه كان يقول: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يركع بذي الحليفة ركعتين، ثم إذا استوت به النَّاقة قائمة عند مسجد ذي الحليفة أهلَّ بهؤلاء الكلمات"، وأخرج ابن خُزيمة في صحيحه (4/ 164) عن علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر عن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة تسع سنين لم يحج ... " وفيه: "فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أتى مسجد ذي الحليفة فصلى فيه"، وانظر تخريج ح / 3555، 3546.
تنبيه: عزا ابن حجر في الإتحاف هذا الحديث إلى أبي عوانة، من طريق الصَّغاني، عن لُوين، عن ابن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن نافع عن ابن عمر به، ومن طريق محمد بن حيَّويه، عن معلى بن أسد، عن عبد العزيز بن المختار، عن موسى بن عقبة عن نافع به، أما في المخطوط الذي بين يدي فجاء فيه الحديث في كلا الطريقين المذكورتين من رواية موسى بن عُقبة عن سالم عن أبيه به، علمًا أنَّ موسى بن عُقبة يروى الحديث في غير مستخرج أبي عوانة عن سالم، ونافع، كليهما عن ابن عمر -رضي الله عنهما- به، فيحتمل حصول خطأ في النسخة الخطيَّة الوحيدة التي اعتمدت عليها، ووقف الحافظ ابن حجر على نسخة أخرى للمستخرج، كما يحتمل =
-[67]- = الأمر غير ما ذكر.
انظر: إتحاف المهرة (9/ 348).
من فوائد الاستخراج: زيادة مهمة صحيحة: وهي الصَّلاة في ذي الحُليفة، والركوب من قبل المسجد.

الصفحة 64