كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 9)
باب بيان الأمكنة التي هي مُهلُّ (¬1) أهل الآفاق وأن مُهَلَّ من وراء هذه الأمكنة من منازلهم وأهاليهم، ولا يجب عليهم الرجوع إلى المواقيت التي وقَّت (¬2) لأهل الآفاق (¬3) وبيان المكان الذي هو مُهَلُّ أهل مكة، والدليل على الإباحة لعُمَّار أهل مكة أن يعتمروا بها من غير أن يخرجوا منها
¬_________
(¬1) المُهَلّ: -بضم الميم وفتح الهاء وتشديد اللام- موضع الإهلال.
انظر: فتح الباري (3/ 384)، وشرح النووي على مسلم (8/ 325).
(¬2) هكذا في (م)، ولم يظهر لي وجهه، إلا أن يقال: إن في وقَّت ضمير يعود على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وإلا فالصحيح أن يقال: وُقِّتَتْ لأهل الآفاق.
(¬3) الآفاق: بعد الهمزة جمع أفق أي أطراف الدنيا، والناحية من نواحي الأرض، والمقصود بأهل الآفاق من لهم ميقات معيَّن.
انظر: حاشية السندي على ابن ماجه (3/ 419)، معجم مقاييس اللغة (ص 65).
3561 - حدثنا حمدان بن علي الورَّاق (¬1)، حدثنا معلَّى بن أسد، ح.
وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا يحيى بن حَسَّان، ح.
وحدَّثنا الصغاني، حدثنا أحمد بن إسحاق (¬2)، قالوا: حدثنا
-[78]- (وهيب (¬3))، عن (عبد) الله بن طاوُس (¬4)، عن أبيه (¬5)، عن ابن عباس "أن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- وقَّتَ (¬6) لأهْلِ المدينة ذا الحُليفة (¬7)، ولأهل الشَّام الجُحْفة (¬8)،
-[79]- ولأهل نجْد (قرنًا (¬9))، ولأهل اليَمن يلملم (¬10)، هُنّ لهنّ،
-[80]- و [لـ (¬11)] كُلِّ آتٍ أتى عليهنّ من غيرهنّ ممن أراد الحج والعُمْرة، ومن كان دون ذلك فمن حَيثُ أنشأ، حتى أهل مكّة من مكة (¬12) " قال أحمد بن إسحاق: ومن كان وراء ذلك.
¬_________
(¬1) هو: محمد بن علي بن عبد الله بن مهران البغدادي، أبو جعفر الورَّاق.
(¬2) ابن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، أبو إسحاق البصري، ت / 221 هـ، (م د ت س).
وثقه يعقوب بن شيبة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وقال الحافظ: "ثقة كان يحفظ". =
-[78]- = انظر: الجرح والتعديل (2/ 40)، تهذيب الكمال (1/ 264)، التقريب (ت 7).
(¬3) موضع الالتقاء مع مسلم، وقد تصحف (وهيب) في (م) إلى وهب، والتصويب من صحيح مسلم (8/ 324)، وإتحاف المهرة (7/ 260).
(¬4) ابن كيسان اليماني، أبو محمد، تصحف اسمه في نسخة (م) إلى عبيد الله، والتصويب من إتحاف المهرة (7/ 260)، وانظر: تهذيب الكمال (15/ 130 - 132)، التقريب (ت 3762).
(¬5) هو طاوس بن كيسان.
(¬6) التوقيت والتأقيت: من باب التفعيل، وهو أن يجعل للشيء وقت يختص به، وهو بيان مقدار المدة، يقال: وقَّت الشيء يوقته، ووقَّته يقِتُه إذا بيّن حدَّه، ثم اتسع فيه فأطلق على المكان فقيل للموضع: ميقات وهو مفعال منه وأصله: موقات: فقلبت الواو ياء لكسرة الميم.
انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 472).
(¬7) تقدم شرح الكلمة في ح / 3546.
(¬8) الجُحْفة: موضع على ثلاث مراحل من مكة، وهي بضم الجيم وسكون الحاء المهملة بعد الجيم، وسميت الجحفة لأن السيل أجحف بها، وقيل في تسميتها غير ذلك، ومن رابغ يحرم الآن، وقد كانت الجحفة مدينة عامرة ومحطة من محطات الحاج بين الحرمين، ثم تقهقرت في زمن لم يتعين تحديده؛ إلا أنه قبل القرن السادس، وتوجد اليوم آثارها شرق مدينة رابغ باثنين وعشرين كيلًا، إذا خرجت من رابغ تؤم مكة كانت إلى يسارك حَوْزُ (ناحية) السهل من الجبل، وقد بنت هناك حكومة المملكة العربية =
-[79]- = السعودية الراشدة السبَّاقة إلى الخير دومًا (حرسها الله) مسجدًا يزوره بعض الحجاج.
انظر: فتح الباري (3/ 385)، المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص 80).
(¬9) ولأهل نجد قَرْنا: أمَّا نجد فهو كل مكان مرتفع، وهو اسم لعشرة مواضع، والمراد منها هنا التي أعلاها تهامة واليمن، وأسفلها الشام والعراق، وقَرْن: بفتح القاف وسكون الراء بعدها نون، وهو جُبيل قرب مكة يحرم منه حاجُّ نجد، ويقال له: قَرْنُ المنازِل أيضًا، بالإضافة إلى منازل، ويعرف اليوم باسم السَّيل الكبير، وما زال الوَادي يسمى قرنًا، والبلدة تسمى السيل، وهو على طريق الطائف من مكة المار بنخلة اليمانية، يبعد عن مكة 80 كيلًا، وعن الطائف 53 كيلًا.
انظر: فتح الباري (3/ 385)، معجم البلدان (5/ 202)، المعالم الجغرافية (ص 254).
(¬10) يَلَمْلَم وأَلمْلَم: بفتح المثناة التحتية، وفتح اللام، وسكون الميم، وفتح اللام، وفي الثانية بالهمزة في أولها مثل الأولى: وهو جبل بالقرب من مكة، وتنحدر أوديته إلى البحر، وهو من كبار جبال تهامة، ويقع في طريق اليمن إلى مكة، ويطلق اليوم على الوادي الذي بجنب الجبل، وهو واد فحل يمر جنوب مكة على (100) كيل، فيه ميقات أهل اليمين من أتى على الطريق التهامي، وكان يعرف الميقات إلى سنة 1399 هـ بالسَّعدية، ثم زُفِّتَ طريقُ السيارات فأخذ الساحل، فهجر هذا الميقات اليوم لبعده عن الطَّرِيقِ الحَدِيث.
انظر: فتح الباري (9/ 144)، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع (4/ 1398)، المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص 339)، معالم مكة التاريخية والأثرية (ص 161).
(¬11) ما بين المعقوفتين سقط من (م)، واستدركته من صحيح مسلم (2/ 839، ح 11).
(¬12) أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب مواقيت الحج والعُمرة (2/ 839، ح 12) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن آدم، عن وُهَيب بمثله، إلا أنه قال: (قرن المنازل)، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب مهلّ أهل مكة للحج والعُمرة- (ص 247، ح 1524)، عن موسى بن إسماعيل، وباب مهلّ أهل اليمين (ص 248، ح 1530) عن معلّى بن أسد، وباب دخول مكة بغير إحرام (ص 298) عن مسلم بن إبراهيم، فرَّقهم، عن وهيب بنحوه، وأخرجه الدارقطني في السنن (2/ 237) عن أبي بكر النيسابوري عن يونس بن عبد الأعلى، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 117) عن يونس بن عبد الأعلى وربيع المؤذن، كلاهما: عن يحيى بن حسان عن وهيب بنحوه.
من فوائد الاستخراج: فيه علوّ نسبي، حيث استوى عدد رجال إسناد المصنِّف، مع عدد رجال إسناد مسلم.