كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 9)
بابُ بيان تَلبيةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند إحرامه وتَلبِيدِه رأسَه عنه إحرامه، والسُّنَّة في رفْعِ الصوت بالإِهْلال للحجِّ والعُمرةِ
3576 - حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، أخبرنا يعقوب ابن إبراهيم بن سعد (¬1)، حدثنا ابن أخي الزهري (¬2)، عن عمِّه (¬3) قال: أخبرني سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهُو يُهِلُّ مُلَبِّدًا (¬4) يقول: "لبَّيك اللهم لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إنَّ الحَمْد والنِّعمة لك والملك، لا شريك لك" قال ابن عمر: وسمعتُ ابن الخطاب رضي الله عنه يُهِلُّ بإهلال -صلى الله عليه وسلم- ويزيد معه: لبَّيك وسعديك، والخير في يديك، والرَّغْبَاءُ (¬5)
-[100]- إليكَ والعمل (¬6).
¬_________
(¬1) القرشي الزهري، أبو يوسف المدني.
(¬2) محمد بن عبد الله بن مسلم، الزهري.
(¬3) محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬4) مُلَبِّدا: -بضم الميم وفتح اللام وكسر الباء الموحدة- لَبّده: أي جعل فيه شيئًا نحو الصَّمْغ ليجتمع شعره ويَلْزَقَ بعضه ببعض، لئلا يتشعَّثَ (يتفرق) في الإحرام أو يقع فيه القَمْل.
انظر: فتح الباري (3/ 400)، مشارق الأنوار على صحاح الآثار (1/ 694).
(¬5) الرَّغْباء إليك: بسكون الغبن، فيه وجهان: أحدهما: ضم الراء، والثاني: فتحها، فإن ضممت قصرت وإن فتحت مددت، وهذا كالنعماء والنعمى، ومعنى اللفظة: الطلب والمسألة، أي إنه تعالى هو المطلوب المسئول منه فبيده جميع الأمور.
انظر: المعلم بفوائد مسلم للمازري (2/ 72)، إحكام الأحكام لابن دقيق العيد (ص 438)، طرح التثريب (5/ 78)، تهذيب سنن أبي داود لابن القيم (1/ 225).
(¬6) أخرجه مسلم في كتاب الحج (2/ 841 - 842، ح 20، 21) عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهريّ، وعن محمَّد بن عَبَّاد، عن حاتم، عن موسى ابن عقبة، كلاهما عن سالم بن عبد الله بن عمر بنحوه، إلا أنَّ في رواية موسى ابن عقبة: قال نافع: "كان عبد الله -رضي الله عنه- يزيد مع هذا: لبيك، لبيك، وسعديك، والخير بيديك، والرَّغباء إليك والعمل"، فنسب العمل إلى ابن عمر، فيقال: إنَّ كليهما كانا يزيدان تلك الألفاظ لصحة كلتا الروايتين ولمجيئ ذلك من كليهما -رضي الله عنهما- في طريق يونس بن يزيد المذكورة عند مسلم أيضًا، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب من أهل ملبدا- (ص 249، 1540)، عن أصْبَغ، وفي كتاب اللِّباس -باب التلبيد- (ص 1038، ح 5915)، عن حِبَّان بن موسى، وأحمد ابن محمد، ثلاثتهم عن ابن وهب، عن يونس عن ابن شهاب بنحوه، إلا أن رواية أصبغ مختصرة، وأخرجه الإمام أحمد في المسند (2/ 131) عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن أخي ابن شهاب، عن عمِّه محمد بن مسلم بن شهاب به، والزيادة المذكورة موقوفة عليهما ولم يثبت رفعُها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
انظر: الوقوف على ما في صحيح مسلم من الموقوف للحافظ ابن حجر (ص 67).
من فوائد الاستخراج: فيه عُلُوّ نسبيّ، حيث استوى عدد رجال إسناد المصنف مع عدد رجال إسناد مسلم، وفائدة أخرى، وهي أن الإمام مسلم، ذكر السند دون متنه، فجاء المستخرج وذكر المتن.