كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

ذِكْرُ اخْتِلافِ أَلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِخَبَرٍ سَهْلٍ فِيهِ.
7088- أَخبَرنا قُتَيبَةُ بنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثنا اللَّيْثُ، عَن يَحْيَى، عَن بُشَيْرِ بنِ يَسَارٍ، عَن سَهْلِ بنِ أَبي حَثْمَةَ وَقَالَ (1): وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَعَن رَافِعِ بنِ خَدِيجٍ أَنَّهُمَا قَالا: خَرَجَ عَبدُ اللهِ بنُ سَهْلِ بنِ زَيْدٍ، وَمُحَيِّصَةُ بنُ مَسْعُودٍ، حَتَّى إِذَا كَانَا بِخَيْبَرَ تَفَرَّقَا فِي بَعْضِ مَا هُنَالِكَ، ثُمَّ إِذَا مُحَيِّصَةُ يَجِدُ عَبدَ اللهِ بْنَ سَهْلٍ قَتِيلاً، فَدَفَنَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم هُوَ وَحُوَيِّصَةُ بنُ مَسْعُودٍ، وَعَبدُ الرَّحمَنِ بنُ سَهْلٍ، وَكَانَ أَصْغَرَ القَوْمِ، فَذَهَبَ عَبدُ الرَّحمَنِ يَتَكَلَّمُ قَبْلَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: كَبِّرِ لِلْكُبَرِ فِي السِّنِّ، فَصَمَتَ، وَتَكَلَّمَ صَاحِبَاهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مَعَهُمَا، فَذَكَرُوا لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم مَقْتَلَ عَبدِ اللهِ بنِ سَهْلٍ، فَقَالَ لَهُمْ: أَتَحْلِفُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا، وَتَسْتَحِقُّونَ صَاحِبَكُمْ، أَوْ قَاتِلَكُمْ؟ قَالُوا: كَيْفَ نَحْلِفُ وَلَمْ نَشْهَدْ؟ قَالَ: فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ بِخَمْسِينَ يَمِينًا؟ قَالُوا: وَكَيْفَ تَقْبَلُ أَيْمَانَ قَوْمٍ كُفَّارٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم أَعْطَاهُ عَقْلَهُ.
_حاشية__________
(1) القائل: هو يحيى بن سعيد، كما نص على ذلك المزي في «تحفة الأَشراف».
7089- أَخبَرنا أَحْمَدُ بنُ عَبدَةَ البَصْرِيُّ، قَالَ: أَخبَرنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَي يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، عَن بُشَيْرِ بنِ يَسَارٍ، عَن سَهْلِ بنِ أَبي حَثْمَةَ، وَرَافِعِ بنِ خَدِيجٍ، أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ، أَنَّ مُحَيِّصَةَ بْنَ مَسْعُودٍ، وَعَبدَ اللهِ بْنَ سَهْلٍ أَتَيَا خَيْبَرَ فِي حَاجَةٍ لَهُمَا، فَتَفَرَّقَا فِي النَّخْلِ، فَقُتِلَ عَبدُ اللهِ بنُ سَهْلٍ، فَجَاءَ أَخُوهُ عَبدُ الرَّحمَنِ بنُ سَهْلٍ، وَحُوَيِّصَةُ، وَمُحَيِّصَةُ ابْنَا عَمِّهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، فَتَكَلَّمَ عَبدُ الرَّحمَنِ فِي أَمْرِ أَخِيهِ، وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: الكُبْرَ، لِيَبْدَأِ الأَكْبَرُ، فَتَكَلَّمَا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا، يُقْسِمُ خَمْسُونَ مِنْكُمْ؟ فَقَالُوا (1): يَا رَسُولَ اللهِ، أَمْرٌ لَمْ نَشْهَدْهُ، كَيْفَ نَحْلِفُ؟ قَالَ: فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْهُمْ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْمٌ كُفَّارٌ، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم مِنْ قِبَلِهِ، قَالَ سَهْلٌ: فَدَخَلْتُ مِرْبَدًا لَهُمْ، فَرَكَضَتْنِي نَاقَةٌ مِنْ تِلْكَ الإِبِلِ رَكْضَةً.
_حاشية__________
(1) في طبعة الرسالة: [فقالوا] وضعها المحقق بين حاصرتين, وقال: «في الأصل و(ق): «فقال» والمثبت من «المُجتبى» والروايات الأخرى, وفي طبعة التأصيل: «فقال»، وقال محققوها: «كذا في (م) و (ف)، ولم تظهر في مصورة (ل).

الصفحة 13