كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

6- ذِكْرُ اسْتِقْصَاءِ الإِمَامِ عَلَى المُعْتَرِفِ عِنْدَهُ بِالزِّنَا
وَاخْتِلافِ أَلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِخَبَرِ أَبي الزُّبَيْرِ فِي ذَلِكَ.
7326- أَخبَرنا العَبَّاسُ بنُ عَبدِ العَظِيمِ العَنبَرِيُّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: أَخبَرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخبَرنا أَبو الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَمِّ أَبي هُرَيْرَةَ، عَن أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ مَاعِزٌ إِلَى النَّبيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم فَقَالَ: إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَعْرَضَ عَنهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي الخَامِسَةِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَنَكَحْتَهَا؟ حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَمَا يَغِيبُ المِرْوَدُ فِي المُكْحُلَةِ، أَوْ كَمَا يَغِيبُ الرِّشَاءُ فِي البِئْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: تَدْرِي مَا الزِّنَا؟ قَالَ: أَتَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا حَرَامًا كَمَا يَأْتِي الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ حَلالاً، قَالَ: فَمَا تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ، فَرُجِمَ، فَسَمِعَ النَّبيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولانِ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَهُ، ثُمَّ لَمْ تَقَرَّ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الكَلْبِ، وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا، فَرَأَى جِيفَةَ حِمَارٍ قَدْ شَغَرَ بِرِجْلِهِ، فَقَالَ أَيْنَ فُلانٍ وَفُلانٍ؟ ادْنُوَا فَكُلا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الحِمَارِ، قَالا: غَفَرَ اللهُ لَكَ أَتُؤْكَلُ جِيفَةٌ؟ قَالَ: فَالَّذِي نِلْتُمَا مِنْ أَخِيكُمَا أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَفِي أَنْهَارِ الجَنَّةِ يَتَغَمَّسُ فِيهَا.

الصفحة 159