كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

7327- أَخبَرنا إِسحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخبَرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبو الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَبدَ الرَّحمَنِ بْنَ صامت ابْنَ عَمِّ أَبي هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: جَاءَ الأَسْلَمِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ بِالزِّنَا، يَقُولُ: أَتَيْتُ امْرَأَةً حَرَامًا، كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، فَأَقْبَلَ فِي الخَامِسَةِ، فَقَالَ لَهُ: أَنَكَحْتَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تَدْرِي مَا الزِّنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مِثْلَ مَا يَأْتِي الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ حَلالاً، قَالَ: فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا القَوْلِ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم أَنْ يُرْجَمَ، فَرُجِمَ فَسَمِعَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الكَلْبِ، فَسَكَتَ عَنهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم سَاعَةً، فَمَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: أَيْنَ فُلانٌ وَفُلانٌ؟ فَقَالا: نَحْنُ ذَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ لَهُمَا: كُلا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الحِمَارِ، فَقَالا: يَا رَسُولَ اللهِ، غَفَرَ اللهُ لَكَ مَنْ يَأْكُلُ هَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: مَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ هَذَا آنِفًا أَشَرُّ مِنْ أَكْلِ هَذِهِ الجِيفَةِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ الآنَ فِي أَنْهَارِ الجَنَّةِ.

الصفحة 160