كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)
7140- أَخبَرنا مُحَمدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ عُبَيدِ بنِ عَقِيلٍ البَصْرِيُّ، قَالَ: حَدثنا جَدِّي، قَالَ: حَدثنا شُعبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَن مُجَاهِدٍ، عَن يَعْلَى بنِ مُنْيَةَ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَاتَلَ رَجُلاً فَعَضَّ يَدَهُ فَانْتَزَعَهَا، فَأَلْقَى ثَنِيَّتَهُ، فَاخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، فَقَالَ: يَعَضُّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ كَمَا يَعَضُّ البَكْرُ، فَأَطَلَّهَا أَيْ أَبْطَلَهَا.
ذِكْرُ الاِخْتِلافِ عَلَى عَطَاءٍ فِي هَذَا الحَدِيثِ.
7141- أَخبَرني عِمْرَانُ بنُ بَكَّارٍ الحِمْصِيُّ، قَالَ: حَدثنا أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدثنا مُحَمدٌ، وَهُوَ ابنُ إِسحَاقَ، عَن عَطَاءِ بنِ أَبي رَبَاحٍ، عَن صَفْوَانَ بنِ عَبدِ اللهِ، عَن عَمَّيْهِ سَلَمَةَ بنِ أُمَيَّةَ، وَيَعْلَى بنِ أُمَيَّةَ قَالا: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَمَعَنَا صَاحِبٌ لَنَا، فَقَاتَلَ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِينَ، فَعَضَّ الرَّجُلُ ذِرَاعَهُ، فَجَذَبَهَا مِنْ فِيهِ، فَطَرَحَ ثَنِيَّتَهُ، فَأَتَى النَّبيَّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم يَلْتَمِسُ العَقْلَ، فَقَالَ: يَنْطَلِقُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ، فَيَعَضُّهُ عَضِيضَ الفَحْلِ، ثُمَّ يَأْتِي يَطْلُبُ العَقْلَ، لا عَقْلَ لَهَا، فَأَبْطَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم.
23- تَأْوِيلُ قَوْلِ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ}.
7157- الحَارِثُ بنُ مِسْكِينٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، عَن سُفيانَ، عَن عَمْرٍو، عَن مُجَاهِدٍ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسرَائِيلَ القِصَاصُ، وَلَمْ تَكُنْ فِيهِمُ الدِّيَةُ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ فِي القَتْلَى الحَرُّ بِالحُرِّ وَالعَبدُ بِالعَبدِ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} فَالعَفْوُ أَنْ يَقْبَلَ الدِّيَةَ فِي العَمْدِ، وَاتِّبَاعٌ بِالمَعْرُوف، يَقُولُ: يَتَّبِعُ هَذَا بِالمَعْرُوفِ، {وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ}، وَيُؤَدِّي هَذَا بِإِحْسَانٍ، {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} مَا كُتِبَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، إِنَّمَا هُوَ كَانَ القِصَاصُ وَلَيْسَ الدِّيَةَ.
الصفحة 45