كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

29- ذِكْرُ مَا عَلَى مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ
7964- أَخبَرنا هَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، عَن أَبي مُعاويَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَن زَيْدِ بنِ وَهْبٍ، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَبدِ رَبِّ الكَعْبَةِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى عَبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ, قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم فِي سَفَرٍ, إِذْ نَزَلَ (1) مَنْزِلاً، فَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُ خِبَاءَهُ، إِذْ نَادَى مُنَادِيهِ: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعْنَا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم فَخَطَبَنَا، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقًّا للهِ عَلَيْهِ (2) أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى مَا يَعْلَمُهُ خَيْرًا لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ مَا يَعْلَمُهُ شَرًّا لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَإِنَّ آخِرَهَا سَيُصِيبُهُمْ بَلاءٌ وَأُمُورٌ يُنْكِرُونَهَا، تَجِيءُ الفِتْنَةُ، فَيَقُولُ المُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، ثُمَّ تَجِيءُ الفِتْنَةُ، فَيَقُولُ المُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، فَمَنْ سَرَّهُ (3) أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ, وَأَنْ يُدْخَلَ الجَنَّةَ، فَلْيُدْرِكْهُ مَوْتُهُ (4) وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ.
_حاشية__________
(1) في طبعة الرسالة: «إذ نزلنا».
(2) في طبعة الرسالة: «حقا عليه».
(3) في طبعة الرسالة: «فمن أحب».
(4) في طبعة الرسالة: «فلتدركه موتته».

الصفحة 534