كتاب تهذيب التهذيب (اسم الجزء: 9)

الاشتغال بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومبدأ الخلق لكانت هذه فضيلة سبق إليها وقد صنفها بعده قوم فلم يبلغوا مبلغه وقد فتشت أحاديثه الكثير فلم أجد فيها ما يتهيا أن يقطع عليه بالضعف وربما أخطأ أو يهم في الشيء بعد الشيء كما يخطىء غيره وهو لا بأس به قال عمرو بن علي مات سنة خمسين وقال الهيثم بن عدي مات سنة إحدى وقال بن معين وابن المديني مات سنة اثنتين وقال خليفه بن خياط مات سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين ومائه روى له مسلم في المتابعات وعلق له البخاري قلت وذكره النسائي في الطبقة الخامسه من أصحاب الزهري وقال بن المديني ثقة لم يضعه عندي الا روايته عن أهل الكتاب وكذبه سليمان التيمي ويحيى القطان ووهيب بن خالد فأما وهيب والقطان فقلدا فيه هشام بن عروة ومالكا وأما سليمان التيمي فلم يتبين لي لأي شيء تكلم فيه والظاهر أنه لأمر غير الحديث لأن سليمان ليس من أهل الجرح والتعديل قال بن حبان في الثقات تكلم فيه رجلان هشام ومالك فأما قول هشام فليس مما يجرح به الإنسان وذلك أن التابعين سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها وكذلك بن إسحاق كان سمع من فاطمة والستر بينهما مسبل وأما مالك فإن ذلك كان منه مرة واحدة ثم عادله إلى ما يجب ولم يكن يقدح فيه من أجل الحديث إنما كان ينكر تتبعه غزوات النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصه خيبر وغيرها وكان بن إسحاق يتتبع هذا منهم من غير أن يحتج بهم وكان مالك لا يرى الرواية الا عن متقن ولما سئل بن المبارك قال

الصفحة 45