فلانة، [تستعيرك] (أ) حليًّا. فأعارتها إياه، فمكثت لا تراه، فجاءت إلى التي استعارت لها تسألها، فقالت: ما استعرتك شيئًا. فرجعت إلى الأخرى فأنكرت، فجاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعاها فسألها، فقالت: والذي بعثك بالحق ما استعرت منها شيئًا. فقال: "اذهبوا إلى بيتها تجدوه تحت فراشها". فأتوه فأخذوه، وأمر بها فقطعت. الحديث.
وأخرج النسائي (¬1) أيضًا عن إسحاق بن راهويه [عن سفيان] (ب) عن الزهريّ عن عروة بلفظ: كانت مخزومية تستعير المتاع وتجحده. الحديث. وأخرج أبو داود والنسائي وأبو عوانة في "صحيحه" (¬2) من طريق أيوب عن نافع عن ابن عمر، أن امرأة مخزومية كانت تستعير المتاع وتجحده، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقطع يدها. وأخرجه النسائي وأبو عوانة (¬3) أيضًا من وجه آخر عن عبيد الله بن عمر عن نافع بلفظ: استعارت حليا. فهذه الروايات تصحح رواية الاستعارة، وبهذا يرد على من قدح في الرواية بأن معمرا تفرد (جـ) عن الزهريّ بقوله: استعارت وجحدت. فإنه قد تابعه عن الزهريّ شعيب ويونس، وتأيدت بما عرفت من الطرق الدالة على ثبوت الرواية.
والحديث فيه دلالة على أن جاحد العارية يجحب عليه القطع، وقد ذهب
¬__________
(أ) في الأصل، جـ: تستعير. والمثبت من مصدر التخريج، والفتح 12/ 90.
(ب) ساقطة من: الأصل، جـ. والمثبت من مصدر التخريج، والفتح 12/ 90.
(جـ) في جـ: انفرد.
__________
(¬1) النسائي في الكبرى 4/ 332 ح 7381.
(¬2) أبو داود 4/ 136 ح 4395، والنسائي 8/ 70، وأبو عوانة 4/ 114 ح 6243.
(¬3) النسائي 8/ 71، وأبو عوانة 4/ 119 ح 6244.