كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 9)

عبد الله بن فيروز الداناج (¬1) بنون وجيم، وهو ضعيف؛ فقد وثقه أبو زرعة والنسائي، وقال الترمذي (¬2) أنه سأل البخاري عن الحديث فقوَّاه، وكفى بتصحيح مسلمٍ له، وتلقاه الناس بالقبول. وقال ابن عبد البر (¬3): إنه أثبت شيء في هذا الباب.
وقول علي: وكل سنة. يراد (أ) أن ذلك جائز (ب) قد وقع، لا محذور فيه، وبعض الرواة روى أيضًا: أن عليًّا جلد الوليدَ ثمانين. وأخرج الطحاوي والطبري (¬4) من طريق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين أن عليا رضي الله عنه جلد الوليد بسوط له طرفان. ومن طريق عروة مثله (¬5)، لكن قال: له ذنبان. وفي الطريقين ضعف. قال البيهقي (¬6): يحتمل أن يكون ضربه بالطرفين عشرين، فأراد بالأربعين ما اجتمع من عشرين وعشرين. واستدل الطحاوي أيضًا على ضعف [الحديث] (جـ) بأن عليا لا يرجح فعل عمر على فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - بناء منه على أن قوله: وهذا أحب إليَّ. إشارة إلى الثمانين، وهو خلاف الظاهر، وبأن القياس من عليٍّ لا يكون مع معرفة النص
¬__________
(أ) زاد بعده في جـ: به.
(ب) زاد بعده في جـ: و.
(جـ) ساقطة من: الأصل.
__________
(¬1) الداناج داناه بالفارسية: العالم. ينظر تهذيب الكمال 15/ 437، والتقريب ص 318.
(¬2) الفتح 12/ 70.
(¬3) الاستذكار 24/ 273.
(¬4) شرح المعاني 2/ 154، والطبري -كما في الفتح 12/ 71.
(¬5) الطحاوي في شرح المعاني 2/ 155، وينظر الفتح 12/ 71.
(¬6) البيهقي 8/ 321.

الصفحة 142