كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 9)

1005 - وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما أتى ماعز بن مالك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "لعلك قبلت، أو غمزت، أو نظرت؟ ". قال: لا يا رسول الله. رواه البخاري (¬1).
قوله: "قبلت". أي المرأة، فحذف (أ) المفعولَ للعلم به، والمراد المرأة المذكورة، ولم يعين محل التقبيل.
وقوله: "أو غمزت". بالغين المعجمة والزاي؛ أي بعينك، أو يدك، أي أشرت، أو المراد: تعمدت بيدك الجس، أو وضعها على عضو الغير، وإلى ذلك الإشارة بقوله في رواية زيادة: "أو لمست".
وقوله: "أو نظرت". والمراد أنه أطلق على كل واحدة من هذه المذكورات لفظ الزنى مجازًا، وذلك كما جاء في حديث: "العين تزني وزناها النظر" (¬2).
الحديث فيه دلالة على أنه يلقن المقر الشبهة التي إذا قالها سقط عنه الحد، وأن الإقرار بالزنى لا بد فيه من اللفظ الصريح الذي لا يحتمل
¬__________
(أ) في جـ: محذوف.
__________
(¬1) البخاري، كتاب الحدود، باب هل يقول الإمام للمقر: لعلك لمست أو غمزت 12/ 135 ح 6824.
(¬2) الطحاوي في شرح المشكل 1/ 93 ح 98، والسنة لابن أبي عاصم ح 193 بلفظه.

الصفحة 32