كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 9)

التي يحلف بها: "أشهد عند الله، والذي نفسي بيده". ومنها: لاها الله (¬1). ولكنه لم يحلف بها - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه قرر عليها أبا بكر.
قوله: "لا" نفي للكلام السابق، و"مقلب القلوب"، هو المقسم به، والمراد بتقلب القلوب هو تقليب أعراضها وأحوالها، لا تقليب ذات القلب. قال الراغب (¬2): تقليب الله القلوب والأبصار صرفها عن رأي إلى رأي، والتقلب (أ) التصرف، قال الله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ} (¬3). قال: وسمي قلب الإنسان قلبا لكثرة تقلبه، ويعبر بالقلب عن المعاني التي تختص به من الروح والعلم والشجاعة، ومنه قوله تعالى: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} (¬4). أي الأرواح. وقوله: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} (¬5). أي علم وفهم. وقوله تعالى: {وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ} (¬6). أي تثبت به شجاعتكم. وقال القاضي أبو بكر بن العربي (¬7): القلب جزء من البدن، خلقه الله تعالى وجعله للإنسان محل العلم والكلام وغير ذلك من الصفات الباطنة (ب)، وجعل ظاهر البدن محلّ التصرفات الفعلية والقولية، ووكل به
¬__________
(أ) في جـ: القلب.
(ب) في ب، جـ: الناطقة. والمثبت من عارضة الأحوذي، والفتح 11/ 527.
__________
(¬1) البخاري 8/ 34، 35 ح 4321، ومسلم 3/ 1370، 1371 ح 1751.
(¬2) المفردات ص 411.
(¬3) الآية 46 من سورة النحل.
(¬4) الآية 10 من سورة الأحزاب.
(¬5) الآية 37 من سورة ق.
(¬6) الآية 10 من سورة الأنفال.
(¬7) عارضة الأحوذي 7/ 22، 23.

الصفحة 453