كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 9)

حنث بالحالف. وأجيب بأن الله تعالى رفع المؤاخذة عن اللغو مطلقا، فلا إثم ولا كفارة، فكيف يفسر اللغو بما فيه الكفارة، وثبوت الكفارة من لوازم الحنث؟ والأظهر من هذه الأقوال هو القولان الأولان. والله أعلم.

1146 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة". متفق عليه (¬1). وساق الترمذي وابن حبان (¬2) الأسماء، والتحقيق أن سردها إدراج من بعض الزوائد (أ).
لفظ "اسما" منصوب على التمييز في معظم الروايات، وحكى السهيلي (¬3) أنه رُوي بالجر، وخرجه على لغة من يعرب "تسعين" بالحركات، فيجعل النون محل الإعراب وتضاف مع بقاء النون، مثل قوله (¬4):
* وقد جاوَزْتُ حَدَّ الأرْبَعينِ*
بكسر النون.
قوله: "تسعة وتسعين". ظاهر الحديث أن الأسماء الحسنى منحصرة في
¬__________
(أ) كتب في حاشية ب: هكذا بخط المؤلف، وفي نسخة المتن: من بعض الرواة.
__________
(¬1) البخاري، كتاب الشروط، باب المكاتب وما لا يخل من الشروط 5/ 354 ح 2736، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في أسماء الله تعالى 4/ 2063 ح 6/ 2677.
(¬2) الترمذي، كتاب الدعوات، باب 83، 5/ 496 ح 3507، وابن حبان، كتاب الرقائق، باب الذكر، ذكر تفصيل الأسامي التي يُدْخِلُ الله محصيها الجنة 3/ 88، 89 ح 808.
(¬3) الفتح 11/ 219.
(¬4) هو سُحَيم بن وَثيل الرياحي، وهو عجز لبيت له في الأصمعيات ص 19، وصدره:
* وماذا يَدري الشعراء مني *

الصفحة 469