كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 9)

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الحدود
هو جمع حد، وأصل الحد ما يحجز به بين شيئين، فيمنع اختلاطهما، وحد الدار ما يميزها، وحد الشيء وصفه المحيط [به] (أ) المميز له عن غيره.
وسميت هذه العقوبات حدودًا لكونها تمنع عن المعاودة، وكذلك يسمى البواب حدادًا، والحد أيضًا يطلق على التقدير، وهذه العقوبات مقدرة من الشارع، فسميت حدودًا، قال الراغب (¬1): ويطلق الحد على نفس المعاصي؛ كقوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} (¬2). وعلى فعل فيه شيء مقدر، كقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} (¬3). وكأنها لما فصلت بين الحرام والحلال سميت حدودًا، فمنها ما زجر عن فعله، ومنها ما زجر عن الزيادة فيه والنقصان.
وقذ حصر بعض العلماء ما قيل بوجوب الحد فيه في سبعة عشر شيئًا، بعضها متفق عليه، وبعضها مختلف فيه.
¬__________
(أ) ساقط من: الأصل.
__________
(¬1) المفردات في غريب القرآن ص 109 بمعناه، وينظر الفتح 12/ 58.
(¬2) الآية 187 من سورة البقرة.
(¬3) الآية 1 من سورة الطلاق.

الصفحة 5