كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

20962- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: لَقِيَ عُمَرُ بن الْخَطَّابِ عَبدَ اللهِ بن السَّعْدِيِّ، فَقَالَ: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَلِي الْعَمَلَ مِنْ أَعْمَالِ المُسْلِمِينَ، ثُمَّ تُعْطَى عمَالَتَكَ فَلاَ تَقْبَلُهَا؟ قَالَ: إِنِّي بِخَيْرٍ، وَلِي رَقِيقٌ، وَأَفْرَاسٌ، وَأَنَا غَنِيٌّ عَنْهَا، وَأُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عَمَلِي صَدَقَةً عَلَى المُسْلِمِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: لاَ تَفْعَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْطِينِي الْعَطَايَا، فَأَقُولُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَعْطِهِ غَيْرِي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَعْطِهِ غَيْرِي، فَقَالَ: خُذْهُ يَا عُمَرُ، فَإِمَّا أَنْ تَمَوَّلَهُ، وَإِمَّا أَنْ تَصَدَّقَ بِهِ، وَمَا آتَاكَ اللهُ مِنْ هَذَا المَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ، وَلاَ سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لاَ فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ.
20963- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عُمَرَ، فَخَرَجَتْ عَلَيْنَا جَارِيَةٌ، فَقُلْنَا: هَذِهِ سُرِّيَّةُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا أَنَا بِسُرِّيَّةٍ، وَمَا أَحِلُّ لَهُ، وَإِنِّي لَمِنْ مَالِ اللهِ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَتْ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَهُ يَحِلُّ لِي مِنْ مَالِ اللهِ؟ أَوْ قَالَ: مِنْ هَذَا المَالِ؟ قَالَ: قُلْنَا: أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنَّا، قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: ثُمَّ سَأَلَنَا، فَقُلْنَا لَهُ مِثْلَ قَوْلِنَا الأَوَّلِ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ مَا أَسْتَحِلُّ مِنْهُ: مَا أَحُجُّ وَأَعْتَمِرُ عَلَيْهِ مِنَ الظَّهْرِ، وَحُلَّتِي فِي الشِّتَاءِ، وَحُلَّتِي فِي الصَّيْفِ، وَقُوتُ عِيَالِي شِبَعُهُمْ، وَسَهْمِي فِي المُسْلِمِينَ، فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي يَحُجُّ عَلَيْهِ وَيَعْتَمِرُ بَعِيرًا وَاحِدًا.

الصفحة 10