كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

21351- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَخْبَرَهُ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بن يَاسِرٍ، دَخَلَ عَمْرُو بن حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بنِ الْعَاصِي، فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فَقَامَ عَمْرٌو يُرَجِّعُ فَزِعًا، حَتَّى دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: قُتِلَ عَمَّارٌ، فَمَاذَا؟ قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: دَحَضْتَ فِي بَوْلِكَ (1)، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ، إِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيُّ وَأَصْحَابُهُ، جَاؤُوا بِهِ، حَتَّى أَلْقَوْهُ تَحْتَ رِمَاحِنَا، أَوْ قَالَ: بَيْنَ سُيُوفِنَا.
_حاشية__________
(1) تحرف في طبعتي المكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية، إلى: «قولك»، وجاء على الصواب في طبعة دار التأصيل، و«مسند أحمد» 4/ 199 (17778)، و«مسند أبي يَعلَى» (7175 و7346)، ومجمع الزوائد 7/ 241، وإتحاف الخيرة المهرة (6900)، وإتحاف المهرة لابن حجر (15970).
- قال السندي: «دَحَضْتَ» أي: عَثَرَتْ، ورُوي بصاد مهملة، أي: تبحث فيه برجلك، والمراد الخطأ البيِّن فِي الفَهْم.
21352- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ المُهَاجِرُونَ لِعُمَرَ: أَلاَ تَدْعُو أَبْنَاءَنَا كَمَا تَدْعُو ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: ذَلِكُمْ فَتَى الْكُهُولِ، فَإنَّ لَهُ لِسَانًا سَؤُلاً، وَقَلْبًا عَقُولاً.
21353- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَوَّلُ سَيْفٍ سُلَّ فِي سَبِيلِ اللهِ سَيْفُ الزُّبَيْرِ، نُفِحَتْ نَفْحَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخِذَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ بسيفه يَشُقُّ النَّاسَ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَّكَ أُخِذْتَ، قَالَ: فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِسَيفِهِ.

الصفحة 104