كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

21395- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن عُرْوَةَ، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ لاَ يَنْزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُعطِيَهُ إِيَّاهُمْ، وَلَكِنْ يَذْهَبُ بِالْعُلَمَاءِ، كُلَّمَا ذَهَبَ عَالِمٌ ذَهَبَ بِمَا مَعَهُ مِنَ الْعِلْمِ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ لاَ يَعْلَمُ، فَيَضِلُّوا وَيُضِلُّوا.
21396- أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ: الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ: رَجُلٌ عَاشَ بِعِلْمِهِ، وَلَمْ يَعِشِ النَّاسُ مَعَهُ، وَرَجُلٌ عَاشَ النَّاسُ بِعِلْمِهِ، وَلَمْ يَعِشْ هُوَ فِيهِ، وَرَجُلٌ عَاشَ بِعِلْمِهِ وَعَاشَ النَّاسُ بِعِلْمِهِ.
21397- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: لاَ تَفْقَهُ كُلَّ الْفِقْهِ، حَتَّى تَرَى لِلْقُرْآنِ وُجُوهًا كَثِيرَةً، وَلَنْ تَفْقَهَ كُلَّ الْفِقْهِ، حَتَّى تَمْقُتَ النَّاسَ فِي ذَاتِ اللهِ، ثُمَّ تُقْبِلَ عَلَى نَفْسِكَ، فَتَكُونَ لَهَا أَشَدَّ مَقْتًا مِنْ مَقْتِكَ النَّاسَ.
21398- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، فَكُنَّا نَتَذَاكَرُ الْعِلْمَ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: لاَ تَتَحَدَّثُوا إِلاَّ بِمَا فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ بن الْحُصَيْنِ: إِنَّكَ لأَحْمَقُ، أَوَجَدْتَ فِي الْقُرْآنِ صَلاَةَ الظُّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَالْعَصْرَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، لاَ تَجْهَرُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا، وَالمَغْرِبَ ثَلاَثٌ، تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَلاَ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَةٍ، وَالْعِشَاءَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَلاَ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَالْفَجْرَ رَكْعَتَيْنِ، تَجْهَرُ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ؟ قَالَ عَلِيٌّ: وَلَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ الَّذِي قَالَ هَذَا صَاحِبَ بِدْعَةٍ، وَلَكِنَّهَا كَانَتْ مِنْهُ زَلَّةً.
قَالَ: قَالَ عِمْرَانُ: لَمَا نَحْنُ فِيهِ يَعْدِلُ الْقُرْآنَ، أَوْ نَحْوَهُ مِنَ الْكَلاَمِ.

الصفحة 113