كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

199- بَابُ الشِّعْرِ وَالرَّجَزِ.
21423- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً.
21424 - أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا أَنْزَلَ، قَالَ: إِنَّ المُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ، وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَكَأَنَّمَا تَرْمُونَهُمْ (1) بِهِ نَضْحَ النَّبْلِ.
_حاشية__________
(1) تحرف فِي الطبعات الثلاث: دار التأصيل، والمكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية، إلى: «يرمون فيهم». وأثبتناه على الصواب عن "مسند أحمد" (27716)، و"صحيح ابن حبان" (5786)، إذ أخرجاه من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ.
21425- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحَاصِرٌ أَهْلَ الطَّائِفِ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ: هِيهِ، لِيُنْشِدَهُ، فَأَنْشَدَهُ قَصِيدَةً فِيهِمْ، يَقُولُ:
قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كُلَّ رَيْبٍ ... وَخَيْبَرَ ثُمَّ أَجْمَعْنَا السُّيوفَا.
نُخَيِّرُهَا وَلَوْ نَطَقَتْ لَقَالَتْ ... قَوَاطِعُهُنَّ دَوْسًا، أَوْ ثَقِيفَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَهُنَّ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ.
21426- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَبدَ اللهِ بن رَوَاحَةَ، وَكَعْبَ بن مَالِكٍ، وَحَسَّانَ بن ثَابِتٍ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَمَرْتَ عَلِيًّا يُجِيبُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَهْجُونَكَ، وَهُمْ يَعْنُونَ أَبَا سُفْيَانَ بن الْحَارِثِ، وَابْنَ الزِّبَعْرَى، وَالْعَاصَ بن وَائِلٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ عَلِيًّا لَيْسَ هُنَالِكَ، وَلَكِنَّ الْقَوْمَ إِذَا نَصَرُوا نَبِيَّهُمْ بِأَسْيَافِهِمْ، فَبِأَلْسنَتِهِمْ أَحَقُّ أَنْ يَنصْرُوهُ، فَقَالَ حَسَّانُ: مَا كُنْتُ أَنْتظِرُ مِنْكَ إِلاَّ هَذَا، وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَقُولاً مَا بَيْنَ بُصْرَى إِلَى صَنْعَاءَ، ثُمَّ قَالَ:
لِسَانِي صَارِمٌ لاَ عَيْبَ فِيهِ ... وَبَحْرِي مَا تُكَدِّرُهُ الدِّلاَءُ.

الصفحة 119