كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

21462- أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن قَتَادَةَ، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، إِذْ مَالَ، أَوْ قَالَ: مَادَ عَنِ الرَّاحِلَةِ، قَالَ: فَدَعَمْتُهُ بِيَدِي، حَتَّى اسْتَيْقَظَ، ثُمَّ مَالَ، فَدَعَمْتُهُ بِيَدِي، حَتَّى اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: اللهُمَّ احْفَظْ أَبَا قَتَادَةَ، كَمَا حَفِظَنِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ، مَا (1) أُرَانَا إِلاَّ قَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ، تَنَحَّ عَنِ الطَّرِيقِ، قَالَ: فَتَنَحَّى عَنِ الطَّرِيقِ، فَأَنَاخَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَخْنَا مَعَهُ، فَتَوَسَّدَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ، فَمَا اسْتيقَظَنَا، حَتَّى أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ، وَمَا اسْتيقَظَنَا إِلاَّ بِصَوْتِ الصُّرَدِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْنَا، فَقَالَ: لَمْ تَهْلِكُوا، إِنَّ الصَّلاَةَ لاَ تَفُوتُ النَّائِمَ، إِنَّمَا تَفُوتُ الْيَقْظَانَ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ مِنْ مَاءٍ، فَأَتَيْتُهُ بِمِيضَأَةٍ، وَهِيَ الإِدَوَاةُ، قَالَ أَبو قَتَادَةَ: فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ جَاءَنِي فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيَّ، ثُمَّ قَالَ لِي: احْفَظْهَا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ لِبَقِيَّتِهَا نَبَأٌ، قَالَ: فَأَمَرَ بِلاَلاً، فَنَادَى، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ مِنْ مَكَانِهِ ذَلِكَ، فَأَمَرَهُ، فَأَقَامَ، فَصَلَّى بِنَا الصُّبْحَ، قَالَ: ثُمَّ سَارَ الْجَيْشُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ يُطِيعُوا أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يَرْفُقُوا بِأَنْفُسِهِمْ، وَإِنْ يَعْصُوهُمَا يَشُقُّوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، قَالَ: وَكَانَ أَبو بَكْرٍ، وَعُمَرُ أَشَارُوا عَلَيْهِمْ أَلاَّ يَنْزِلُوا حَتَّى يَبْلُغُوا المَاءَ، وَقَالَ بَقِيَّةُ النَّاسِ: بَلْ نَنْزِلُ، حَتَّى يَأْتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلُوا، فَجِئْنَاهُمْ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، وَقَدْ هَلَكُوا مِنَ الْعَطَشِ، قَالَ: فَدَعَانِي بِالمِيضَأَةِ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَاسْتَأْبَطَهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبُّ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: اشْرَبُوا، وَتَوَضَّؤُوا، فَفَعَلُوا، وَمَلَؤُوا كُلَّ إِنَاءٍ كَانَ مَعَهُمْ، حَتَّى جَعَلَ يَقُولُ: هَلْ مِنْ عَالٍّ، ثُمَّ رَدَّهَا إِلَيَّ، فَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّهَا كَمَا أَخَذَهَا مِنِّي، وَكَانُوا اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ رَجُلاً.
_حاشية__________
(1) هكذا في طبعتي دار التأصيل، والمكتب الإسلامي، وفي طبعة دار الكتب العلمية: «وما».

الصفحة 129