كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)
223- بَابُ بَلاَءِ الأَنْبِيَاءِ.
21550- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَن رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: وَضَعَ رَجُلٌ يَدَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: وَاللهِ مَا أُطِيقُ أَنْ أَضَعَ يَدِي عَلَيْكَ مِنْ شِدَّةِ حُمَّاكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ، يُضَاعَفُ لَنَا الْبَلاَءُ، كَمَا يُضَاعَفُ لَنَا الأَجْرُ، إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ لَيُبْتَلَى بِالْقُمَّلِ حَتَّى يَقْتُلَهُ، وَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى تَأْخُذَهُ الْعَبَاءَةُ، فَيَجُوبَهَا، وَإِنْ كَانُوا لَيَفْرَحُونَ بِالْبَلاَءِ كَمَا تَفْرَحُونَ بِالرَّخَاءِ.
224- بَابُ زُهْدِ الصَّحَابَةِ.
21551- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِلُ أَذْرِعَاتٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بن الْخَطَّابِ، وَإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ كَرَابِيسَ، فَأَعْطَانِيهِ، وَقَالَ: اغْسِلْهُ، وَارْقَعْهُ، قَالَ: فَغَسَلْتُهُ، وَرَقَعْتُهُ، ثُمَّ قَطَعْتُ عَلَيْهِ قَمِيصًا قِبْطِيًّا، فَأَتَيْتُهُ بِهِمَا جَمِيعًا، فَقُلْتُ: هَذَا قَمِيصُكَ، وَهَذَا قَمِيصٌ قَطَعْتُهُ عَلَيْهِ لِتَلْبَسَهُ، فَمَسَّهُ بِيَدِهِ، فَوَجَدَهُ لَيِّنًا، فَقَالَ: لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيهِ، هَذَا أنْشَفُ لِلْعَرَقِ مِنْهُ.
21552- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ، فَتَلَقَّاهُ عُظَمَاءُ أَهْلِ الأَرْضِ، وَأُمَرَاءُ الأَجْنَادِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَيْنَ أَخِي؟ قَالُوا مَنْ؟ قَالَ: أَبو عُبَيْدَةَ، قَالُوا: أَتَاكَ الآنَ، قَالَ: فَجَاءَ عَلَى نَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ بِحَبْلٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَسَاءَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: انْصَرِفُوا عَنَّا، قَالَ: فَسَارَ مَعَهُ، حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرَ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ سَيْفَهُ، وَقَوْسَهُ وَرَحْلَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَوِ اتَّخَذْتَ مَتَاعًا، أَوْ قَالَ: شَيْئًا، فَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِن هَذَا سَيُبَلِّغُنَا المَقِيلَ.
الصفحة 152