كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

21078- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَجُلاً مَاتَ فِي بَعْضِ الأَرْيَافِ مِنَ الطَّاعُونِ، فَفَزِعَ لَهُ النَّاسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ: فَإِنِّي أَرْجُو أَلاَّ تَطْلُعَ إِلَيْنَا بَقَايَاهَا.
21079- أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ إِذَا بَعَثَ جُيُوشًا إِلَى الشَّامِ قَالَ: اللهُمَّ ارْزُقْهُمُ الشَّهَادَةَ طَعْنًا، وَطَاعُونًا.
21080- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن يَحيَى بنِ عَبدِ اللهِ بْنِ رَيْسَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ فَرْوَةَ بن مُسَيْكٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَرْضًا عِنْدَنَا، يُقَالُ لَهَا: أَبْيَنُ، هِيَ أَرْضُ رِيفِنَا وَمِيرَتِنَا، وَهِيَ وَبِئَةٌ، أَوْ قَالَ: وَبَاؤُهَا شَدِيدٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهَا عَنْكَ، فَإِنَّ مِنَ الْقَرَفِ التَّلَفَ.
21081- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ، قَالَ: عَجِبْتُ لتَاجِرِ هَجَرَ، وَرَاكِبِ الْبَحْرِ.
21082- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن قَتَادَةَ، قَالَ: وَقَعَ طَاعُونٌ بِالشَّامِ، فِي عَهْدِ عُمَرَ، فَكَانَ الرَّجُلُ لاَ يَرْفَعُ إِلَيْهِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ عَمْرُو بن الْعَاصِ، وَهُوَ أَمِيرُ الشَّامِ يَوْمَئِذٍ: تَفَرَّقُوا مِنْ هَذَا الرِّجْزِ فِي هَذِهِ الْجِبَالِ، وَهَذِهِ الأَوْدِيَةِ، وَقَالَ شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ: بَلْ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتَةُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، لَقَدْ أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ هَذَا لأَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ، فَقَالَ مُعَاذُ بن جَبَلٍ، وَسَمِعَهُ يَقُولُ ذَلِكَ: اللهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى آلِ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمْ مِنْ هَذَا الْبَلاَءِ، قَالَ: فَطُعِنَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ، فَمَاتَتَا، ثُمَّ طُعِنَ ابْنٌ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ}، فَقَالَ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} قَالَ: ثُمَّ مَاتَ ابْنُهُ ذَلِكَ، فَدَفَنَهُ، ثُمَّ طُعِنَ مُعَاذٌ فَجَعَلَ، يُغْشَى عَلَيْهِ، فَإِذَا أَفَاقَ، قَالَ: رَبِّ غُمَّنِي غَمَّكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ، قَالَ: ثُمَّ يُغْشَى عَلَيْهِ، فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَفَاقَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يَبْكِي عِنْدَهُ، قَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا أَطْمَعُ أَنْ أُصِيبَهَا مِنْكَ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ الَّذِي أُصِيبُ مِنْكَ، قَالَ: فَلاَ تَبْكِ، فَإِنَّ الْعِلْمَ لاَ يَذْهَبُ، وَالْتَمِسْهُ مِنْ حَيْثُ التَّمَسَهُ خَلِيلُ اللهِ إِبرَاهِيمُ، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَالْتَمِسِ الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانَ، وَعُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَإِنْ أعْيَوْكَ فَالنَّاسُ أَعْيَى، قَالَ: ثُمَّ مَاتَ.

الصفحة 41