كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

21085- قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ مُعَاذَ بن جَبَلٍ قَالَ حِينَ وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ مَرَّةً، فَأَلَمَّ أَنْ يُفْنِيَهُمْ، حَتَّى قَالَ النَّاسُ: هَذَا الطُّوفَانُ (1)، فَأَذَّنَ مُعَاذٌ بِالنَّاسِ؛ أَنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: لاَ تَجْعَلُوا رَحْمَةَ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةَ نَبِيِّكُمْ كعَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ، أَمَا إِنِّي سَأُخْبِرُكُمْ بِحَدِيثٍ، لَوْ ظَنَنْتُ أَنِّي أَبْقَى فِيكُمْ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ، وَلَكِنْ خَمْسٌ مَنْ أَدْرَكَهُنَّ مِنْكُمْ، وَاسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَمُتْ: أَنْ يَكْفُرَ امْرُؤٌ بَعْدَ إِيمَانِهِ، أَوْ يَسْفِكَ دَمًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، أَوْ يُعْطَى المَرْءُ مَالَ اللهِ عَلَى أَنْ يَكْذِبَ وَيَفْجُرَ، وَأَنْ يَظْهَرَ المُلاَعِنُ، وَأَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: لاَ أَدْرِي مَا أَنَا إِنْ مِتُّ وَإِنْ أَنَا حَيِيتُ، يَعْنِي: المُلاَعِنَ أَنْ يُلاَعِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار التأصيل: «الطاعون»، ورجح محققوها: «الطوفان»، وهو ما جاء في طبعتي المكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية.
143- مَا وُصِفَ مِنَ الدَّوَاءِ.
21086- أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَن أُمِّ قَيْسٍ ابْنَةِ مِحْصَنٍ الأَسَدِيَّةِ، أُخْتِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الأَسَدِيَّةِ، قَالَتْ: جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلاَمَ تَدْغَرْنَ أَوْلاَدَكُنَّ بِهَذِهِ الْعُلَق، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، يَعْنِي الْقُسْطَ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ، ثُمَّ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيَّهَا، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَنَضَحَهُ، وَلَمْ يَكُنِ الصَّبِيُّ بَلَغَ أَنْ يَأْكُلَ الطَّعَامَ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَمَضَتِ السُّنَّةُ بِذَلِكَ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَيُسْعَطُ لِلْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ لِذَاتِ الْجَنْبِ.

الصفحة 43