كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

21280- أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: رَأَى عَبدُ اللهِ بن بُدَيْلٍ رُؤْيَا، فَقَصَّهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ، فَإِنَّكَ سَتُقْتَلُ فِي أَمْرٍ ذِي لَبْسٍ، فَقُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ.
21281- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن رَجُلٍ سَمِعَ إِبرَاهِيمَ يَقُولُ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا فَكَرِهَهَا فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلاَئِكَةُ اللهِ وَرُسُلُهُ مِنْ شَرِّ رُؤْيَايَّ اللَّيْلَةَ، أَنْ تَضُرَّنِي فِي دِينِي، أَوْ دُنْيَايَ يَا رَحْمَنُ.
21282- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ (1)، أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَى اللَّيْلَةَ ظُلَّةً، يَنْطِفُ مِنْهَا السَّمْنُ وَالْعَسَلُ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا بِأَيْدِيهِمْ، فَالمُسْتَكْثِرُ وَالمُسْتَقِلُّ، وَأَرَى سَبَبًا وَاصِلاً مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، فَأَرَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ، فَانْقَطَعَ بِهِ، ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَعَلاَ بِهِ، فَقَالَ أَبو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللهِ لَتَدَعَنِّي فَلأَعْبُرَنَّهَا، فَقَالَ: اعْبُرْهَا، فَقَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ، فَظُلَّةُ الإِسْلاَمُ، وَأَمَّا مَا يَنْطِفُ مِنَ السَّمْنِ وَالْعَسَلِ فَهُوَ الْقُرْآنُ، لِينُهُ وَحَلاَوَتُهُ، وَأَمَّا المُسْتَكْثِرُ وَالمُسْتَقِلُّ، فَهُوَ المُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرْآنِ، وَالمُسْتَقِلُّ مِنْهُ، وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، فَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَهُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ، أَيْ رَسُولَ اللهِ، لَتُحَدِّثَنِّي أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ: أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا، قَالَ: أَقْسَمْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، لَتُخْبِرَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ قَالَ: لاَ تُقْسِمْ.
_حاشية__________
(1) قال أبو الحسن الدارقطني: رواه معمر، واخْتُلِفَ عنه؛
فرواه محمد بن يَحيى، عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَن الزُّهْرِي، عَن عُبَيد الله، عَن ابن عباس، عنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.
وقيل: عنه، عن عُبَيد الله، عَن أبي هريرة.
وقيل: عنه، عن ابن عباس، أَو أبي هريرة، بالشك. «العلل» 11/ 59.
- وقال ابن حَجَر: أخرجه مُسْلم، عن مُحَمد بن رافع، عن عَبد الرزَّاق، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِي، عن عُبَيْد اللهِ، عن ابن عَبَّاس، أَو أَبي هُرَيْرَة، قال عَبد الرزَّاق: كَانَ مَعْمَر يقول أحيانًا: «عن أَبي هُرَيْرَة» وأحيانًا يقول: «عن ابن عَبَّاس»، وهكذا ثبت فِي «مُصنَّف عَبد الرزَّاق»، رواية إِسْحَاق الدَّبَرِي. «فتح الباري» 12/ 433.

الصفحة 85