كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

180- بَابُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
21299- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ أَصْحَابِي فِي النَّاسِ كَمَثَلِ المِلْحِ فِي الطَّعَامِ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ الْحَسَنُ: هَيْهَاتَ، ذَهَبَ مِلْحُ الْقَوْمِ.
21300- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَوْشَكَ أَنْ يَخْرُجَ الْبَعْثُ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ؟ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ وَالثَّلاَثَةُ، فَيُسْتَنْصَرُ بِهِمْ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ؟ فَلاَ يُوجَدُ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيهِمْ مَنْ صَحِبَ صَحَابَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ، حَتَّى لَوْ كَانَ أَحَدُهُمْ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لَرَكِبُوا إِلَيْهِ، يَتَفَقَّهُونَ مِنْهُ.
21301- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن بَعْضِ بَنِي عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ فِي سَفَرٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَنَزَلْنَا فِي الْقَائِلَةِ، فَنِمْنَا، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِي، فرَكَضَ أُمَّ كُلْثُومٍ ابْنَةَ عُقْبَةَ بِرِجْلِهِ، ثُمَّ مَضَى، فَشَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ، فَأَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَا أَدْرَكْتُكَ حَتَّى حُسِرْتُ، وَمَا أَرَى النَّاسَ يُدْرِكُوكَ حَتَّى يُحْسَرُوا، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَحْسِبُنِي أَسْرَعْتُ، قَالَ عَبدُ الرَّحْمَنِ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لأَرَاهُ عَمِلَهُ، أَوْ إِنَّهُ لَيَعْمَلُهُ.
21302- أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَن زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ.
21303- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ حَفْصَةَ، وَابْنَ مُطِيعٍ، وَعَبْدَ اللهِ بن عُمَرَ كَلَّمُوا عُمَرَ بن الْخَطَّابِ، فَقَالُوا (1): لَوْ أَكَلْتَ طَعَامًا طَيِّبًا كَانَ أَقْوَى لَكَ عَلَى الْحَقِّ؟ قَالَ: أكُلُّكُمْ (2) عَلَى هَذَا الرَّأْيِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ إِلاَّ نَاصِحٌ، وَلَكِنِّي تَرَكْتُ صَاحِبَيَّ عَلَى الْجَادَّةِ، فَإِنْ تَرَكْتُ جَادَّتَهُمْ لَمْ أَدْرِكْهُمَا فِي المَنْزِلِ، قَالَ: وَأَصَابَ النَّاسَ سَنَةٌ، فَمَا أَكَلَ عَامَئِذٍ سَمْنًا، وَلاَ سَمِينًا، حَتَّى أُحْيِيَ النَّاسُ.
_حاشية__________
(1) هكذا في طبعتي دار التأصيل، والمكتب الإسلامي، وفي طبعة دار الكتب العلمية: «فَقُولُوا».
(2) هكذا في طبعة دار التأصيل، وفي طبعتي المكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية: «أكليكمْ».
- قال محقق طبعة المكتب الإسلامي: والصواب عندي «أكُلُّكُمْ».

الصفحة 91