كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

21330- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن قَتَادَةَ، وَحَمَّادٍ، سَمِعَهُمَا يَقُولاَنِ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِنَّ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ كَانَ حِصْنًا حَصِينًا لِلإِسْلاَمِ، يَدْخُلُ فِي الإِسْلاَمِ، فَلاَ يَخْرُجُ مِنْهُ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ، انْثَلَمَ مِنَ الْحِصْنِ ثُلْمَةٌ، فَهُوَ يَخْرُجُ مِنْهُ، وَلاَ يَدْخُلُ فِيهِ، وَكَانَ إِذَا سَلَكَ طَرِيقًا وَجَدْنَاهُ سَهْلاً، وَإِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ، فَحَيَّ هَلاَ بِعُمَرَ، فَصْلاً مَا بَيْنَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ، وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَخْدُمُ مِثْلَهُ حَتَّى أَمُوتَ.
21331- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عِرَارٍ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ، قَالَ: أَمَّا عَلِيُّ، فَهَذَا مَنْزِلُهُ، لاَ أُحَدِّثُكَ عَنْهُ بِغَيْرِهِ، وَأَمَّا عُثْمَانُ، فَأَذْنَبَ يَوْمَ أُحُدٍ ذَنْبًا عَظِيمًا، فَعَفَا اللهُ عَنْهُ، وَأَذْنَبَ فِيكُمْ ذَنْبًا صَغِيرًا، فَقَتَلْتُمُوهُ.
21332- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن يَحيَى بنِ سَعيدِ بْنِ الْعَاصِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ أَبو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا مَعَهُ فِي مِرْطٍ وَاحِدٍ، قَالَتْ: فَأَذِنَ لَهُ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ، وَهُوَ مَعِي فِي المِرْطِ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ، وَهُوَ مَعِي فِي المِرْطِ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَأَصْلَحَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ وَجَلَسَ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ أَبو بَكْرٍ، فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى حَالِكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى حَالِكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَكَأَنَّكَ احْتَفَظْتَ، فَقَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَلَوْ أَنِّي أَذِنْتُ لَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ، خَشِيتُ أَلاَّ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ إِلَيَّ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَيْسَ كَمَا يَقُولُ الْكَذَّابُونَ: أَلاَ أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِي مِنْهُ المَلاَئِكَةُ.

الصفحة 98