كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 9)

21333- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بن عَبدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ (1)، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رَهْطًا فِيهِمْ عَبدُ الرَّحْمَنِ، فَلَمْ يُعْطِهِ مَعَهُمْ شَيْئًا، فَخَرَجَ عَبدُ الرَّحْمَنِ يَبْكِي، فَلَقِيَهُ عُمَرُ، قَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَعْطَى النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَم رَهْطًا، وَلَمْ يُعْطِنِي مَعَهُمْ، فَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا مَنَعَهُ مِنْ جَرِيمَةٍ وَجَدَهَا عَلَيَّ، قَالَ: فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ عَبدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ بِي سَخْطَةٌ عَلَيْهِ، وَلَكِنِّي وَكَلْتُهُ إِلَى إِيمَانِهِ.
_حاشية__________
(1) تحرف في طبعتي المكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية، إلى: «عبيد الله بن عبد الله بن عبيد»، والمُثبت عن طبعة دار التأصيل، و«فضائل الصحابة» لأحمد بن حنبل، إذ رواه أحمد عن عَبد الرزَّاق، به.
21334- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن قَتَادَةَ، وَأَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ أُبَيٌّ: وَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: وَسَمَّاكَ لِي، قَالَ: فَبَكَى أُبَيٌّ.
وَأَمَّا أَبَانُ بن أَبِي عَيَّاشٍ فَأَخْبَرَنِي عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَوَذُكِرْتُ فِيمَا هُنَالِكَ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، قَالَ: فَبَكَى أُبَيٌّ.
21335- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، فَذَكَرَ بِلاَلاً، فَقَالَ: كَانَ شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ، وَكَانَ يُعَذَّبُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَانَ يُعَذَّبُ عَلَى دِينِهِ، فَإِذَا أَرَادَ المُشْرِكُونَ أَنْ يُقَارِبَهُمْ، قَالَ: اللهَ اللهَ، قَالَ: فَلَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ، اشْتَرَيْنَا بِلاَلاً، فَلَقِيَ أَبو بَكْرٍ الْعَبَّاسَ بن عَبدِ المُطَّلِبِ، فَقَالَ: اشْتَرِ بِلاَلاً، قَالَ: فَانْطَلَقَ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ لِسَيِّدِهِ: هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِي عَبدَكَ هَذَا، قَبْلَ أَنْ يَفُوتَكَ خَيْرُهُ، وَتُحْرَمَ ثَمَنَهُ؟ قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ إِنَّهُ خَبِيثٌ، إِنَّهُ إِنَّهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَاشْتَرَاهُ الْعَبَّاسُ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَعْتَقَهُ، فَكَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ أَبو بَكْرٍ: بَلْ عِنْدِي، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِنَفْسِكَ فَاحْبِسْنِي، وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي للهِ، فَذَرْنِي أَذْهَبُ إِلَى اللهِ، فَقَالَ: اذْهَبْ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ بِهَا حَتَّى مَاتَ.

الصفحة 99