كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

(في حجة الوداع) فيه دليل على الصحيح المشهور أن حلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعاءه للمحلقين كان في حجة الوداع، وحكى القاضي عياض عن بعضهم أنه كان يوم الحديبية حين أمرهم بالحلق، فما فعله أحد لطمعهم في دخول مكة في ذلك الوقت (¬1).
قال ابن عبد البر: وكونه في الحديبية هو المحفوظ (¬2). قال النووي: الصحيح المشهور أنه في حجة الوداع (¬3). وظاهر كلام ابن المنذر والأصحاب أنه لم يقل أحد أنه ليس بنسك غير الشافعي في أحد قوليه، لكن القاضي عياض (¬4) حكاه أيضًا عن عطاء وأبي ثور وأبي يوسف (¬5).
[1981] (ثنا محمد بن العلاء) (¬6) قال (ثنا حفص) بن غياث (عن هشام) بن حسان.
(عن) محمد (ابن سيرين، عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمى جمرة العقبة) لما أتى منى (يوم النحر) فيه دليل على أن الحاج إذا أتى منى يوم النحر لا يعرج على شيء قبل الرمي، بل يأتي الجمرة وهو مستمر على ركوبه كما هو فيرميها. (ثم رجع (¬7) إلى منزله) فنزل (بمنى
¬__________
(¬1) "إكمال المعلم" 4/ 383.
(¬2) "التمهيد" 15/ 233.
(¬3) "شرح النووي" 9/ 50.
(¬4) من (م).
(¬5) "إكمال المعلم" 4/ 386.
(¬6) في (م): العلى.
(¬7) بعدها في (ر): نسخة: فرجع.

الصفحة 110