كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

فدعا بذبح) بكسر الذال اسم لما يذبح كالرعي بكسر الراء اسم لما يرعى، قال الله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)} (¬1)، قال مجاهد: أتي إبراهيم بكبش ذبحه عند المنحر (¬2) بمنى (¬3)، ووصف بالعظم؛ لأنه جرت به السنة بعده وصار دينًا باقيًا إلى آخر الدهر، وكان متقبلًا يقينًا، وقال أبو بكر الوراق: لأنه لم يكن من نسل بل من التكوين.
[(فذبح) أي بنفسه، وفيه دليل على أن الأفضل أن يذبح بنفسه إن كان يحسن وإلا فليشهد الذبح] (¬4) (ثم دعا بالحلاق) [رواية لمسلم] (¬5): فقال للحلاق (¬6): "خذ" وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر (¬7). وهذا على عادته - صلى الله عليه وسلم - بالابتداء باليمين في أفعاله؛ فإنه كان يحب التيمن في شأنه كله. (فأخذ) الحلاق (بشق) بكسر الشين (رأسه) أي: جانبه أو نصفه، وشق كل شيء نصفه وجانبه، ومنه الحديث: فجحش شقه (¬8) (الأيمن فحلقه) وفيه [دليل على] (¬9) أنه يستحب [في حلق الرأس] (¬10) البدأة بالشق الأيمن من رأس المحلوق، وهذا مذهبنا، ومذهب الجمهور،
¬__________
(¬1) الصافات: 107.
(¬2) في (ر): النحر.
(¬3) "تفسير الطبري" 21/ 87.
(¬4) و (¬5) و (¬6) سقط من (م).
(¬7) "صحيح مسلم" (1305/ 323).
(¬8) أخرجه البخاري (689)، ومسلم (411)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 98، وابن ماجه (1238)، والدارمي (1291)، وأحمد 3/ 110، ومالك في "الموطأ" (304).
(¬9) سقط من (م).
(¬10) من (م).

الصفحة 111