كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

يفرقه عليهم من عطاء وهدية ونحوها، والبدأة بمن يليه من الحاضرين.
(ثم أخذ) الحالق (بشق رأسه الأيسر فحلقه) أي: بعد كمال [الشق الأيمن] (¬1) كما تقدم.
(ثم قال: ها هنا أبو طلحة) زيد بن سهل بن الأسود الأنصاري، وهو مشهور بكنيته، شهد العقبة ثم بدرًا وما بعدها من المشاهد، كان من الرماة، قال - صلى الله عليه وسلم -: "لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة" (¬2) وسرد الصوم أربعين سنة (¬3).
(فدفعه إلى أبي طلحة) وفي رواية لمسلم أنه قال للحلاق: "ها"، وأشار بيده إلى الجانب الأيمن، فقسم شعره بين من يليه، وإلى الجانب الأيسر فحلقه وأعطاه أم سليم (¬4).
قال القرطبي: ليس بينهما مناقضة، فإن أم سليم امرأة أبي طلحة وهي أم أنس، ويحصل من مجموع الروايات أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حلق الشق (¬5) الأيمن ناوله أبا طلحة ليقسمه بين الناس، ففعل أبو طلحة، وناول شعر الشق الأيسر (¬6) لأم سليم ليكون عند أبي طلحة، فصحت النسبة إليه مجازًا، وحصل الجمع بين الروايتين (¬7).
¬__________
(¬1) في (م): النصف الأول.
(¬2) أخرجه أحمد في "مسنده" 3/ 111، والحاكم 3/ 353.
(¬3) "سير أعلام النبلاء" 2/ 28 - 29.
(¬4) "صحيح مسلم" (1305/ 324).
(¬5) في (ر): الشعر.
(¬6) في (ر): الآخر.
(¬7) "المفهم" 3/ 407.

الصفحة 113