كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

الفاسدة، وتغيير أحكام الله بأهوائهم الباردة.
(فإن هذا الحي من قريش) قيل: إن أول من ابتدع هذا في الجاهلية جنادة (¬1) بن عوف بن أمية الكناني، ويكنى أبا ثمامة، وكان يوافي الموسم في كل عام على حمار له فيقف عليه في الموسم فيقول: يا أيها الناس، إني لا أعاب ولا أجاب (¬2)، ولا مرد [لما أقول، ويبتدع] (¬3) لهم أشياء منها أنه كان يحرم المحرم ويحل صفر، ويأتي في عام آخر يحل المحرم ويحرم صفر.
(ومن دان دينهم) من سائر القبائل، أي: ومن أطاعهم في اعتقادهم (¬4) والدين الطاعة، يقال: دان له، أي: أطاعه (كانوا يقولون: إذا عفا) أي: [انمحى واندرس] (¬5)، ويقال: عفا، أي: كثر من قولهم: عفا القوم، أي: كثروا، والوبر وبر الإبل الذي حلقته حمال الجمال (¬6).
(الوبر) بفتح الواو والباء، ورواية مسلم: "وعفا الأثر" (¬7)، وفي الحديث: "لا توبروا آثاركم (¬8) "، قال الرياشي: التوبير التعفية ومحو
¬__________
(¬1) في (م): جبار.
(¬2) في (ر): أخاف.
(¬3) في (م): ثم يبتدع.
(¬4) في (م): اعتادهم.
(¬5) في (م): امحى ودرس.
(¬6) في (م): الحج.
(¬7) في (ر): الإبر. والمثبت من "صحيح مسلم" (1240) (198).
(¬8) في (ر): أباكم.

الصفحة 122