كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

الأثر (¬1).
(وبرأ الدبر) أي: أفاق، والدبر يعني به دبر ظهور الإبل عند انصرافها من الحج، [يعني: إذا امحى أثر طرق الحاج وبرئت ظهور الإبل عند انصرافها من الحج] (¬2) (ودخل) شهر (صفر) رواية الصحيحين: "وانسلخ صفر" (¬3). (فقد حلت العمرة لمن اعتمر) وهذِه الألفاظ تقرأ كلها ساكنة الآخر ويوقف عليها؛ لأن مرادهم السجع، وكانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبطل ذلك فقال أولًا لهم في حجته "فمن أراد أن يجعلها عمرة فليفعل" تأنيسًا لهم، فلما رآهم يترددون لأنهم ما كانوا يرون العمرة جائزة في أشهر الحج ويقولون: إن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور، فلما رأى أكثر الناس قد أحرم بالحج مجتنبًا للعمرة أمرهم بالتحلل بالعمرة (¬4) عند قدومهم مكة شرفها الله تعالى، ولذلك أعمر عائشة في ذي الحجة ليقطع تحكماتهم وابتداعهم في أمر الدين (فكانوا يحرمون العمرة) في أشهر الحج (حتى ينسلخ ذو الحجة والمحرم) فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كانوا يعتقدونه.
[1988] (ثنا أبو كامل) فضيل بن الحسين الجحدري (¬5) قال (ثنا أبو عوانة) الوضاح مولى زيد بن عطاء اليشكري
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" (وبر).
(¬2) سقط من (م).
(¬3) "صحيح البخاري" (1564)، و"صحيح مسلم" (1240) (198).
(¬4) من (م).
(¬5) في (م): الحجازي.

الصفحة 123