كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

الوجوب [وجود الاستطاعة] (¬1) أو النذر أو غيرهما (وإن لأبي معقل بكرًا) بفتح الباء وإسكان الكاف هو الفتي من الإبل (قال أبو معقل: صدقت) لي بكر، ولكن (جعلته في سبيل الله) فيه أن جعلت من صيغ الوقف، فلو قال: جعلته وقفًا [في سبيل الله] (¬2)، أو جعلته لله، أو في سبيل الله صار وقفًا، وظاهر الحديث أنه لا يشترط في الوقف القبول؛ لأنه وقف على جهة عامة فهو كالوقف على الفقراء والمسجد.
(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أعطها) البكر (فلتحج) بضم الحاء (عليه) فيه وقوع الأمر للغائب (فإنه) أي: فإن (¬3) الحج داخل (في سبيل الله) فيه أن من أراد الحج (¬4) يعطى من سهم الغزاة؛ لأن الحج في (¬5) سبيل الله، ولا يعطى عند الشافعي إلا من سهم ابن السبيل؛ لأنه مسافر (¬6).
(فأعطاها البكر، فقالت: يا رسول الله إني قد كبرت) بكسر الباء، أي: كبرت في السن، (وسقمت) بكسر القاف، أي: مرضت، (فهل من عمل يجزئ) بفتح الياء (عني من حجتي) قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ} (¬7) وقرأ أبو السماك العدوي: [لا يجزئ] بضم الياء من أجزأ، أي: أغنى، ويقال: جزا وأجزأ بمعنى واحد.
(فقال: عمرة) مبتدأ، وهو نكرة لكنه وصف بقوله (في رمضان تجزئ)
¬__________
(¬1) في (ر): الوجوب بالاستطاعة.
(¬2) و (¬3) من (م).
(¬4) سقط من (م).
(¬5) من (م).
(¬6) "الأم" 4/ 125. بمعناه.
(¬7) البقرة: 48.

الصفحة 125